خاص- الشعب الجزائري يريد: "لا للعهدة الخامسة"، فماذا عن صحة الرئيس المرشح؟

  • شارك هذا الخبر
Friday, March 8, 2019

خاص- الكلمة أون لاين

أليزابيت أبو سمره


غريب أمر الجزائر .. منذ قرابة الأسبوعين تنتشر أخبارها عن تظاهرات وتحدي رئيسها عبد العزيز بوتفليقة المعارضين بالترشح رغم وضعه الصحي المتردي، وهو في حال لم يكن محرجا، فلا شك أنه ليس مشجعا لوضع رئيس سيستلم مهام بلاد في ولاية جديدة من خمس سنوات. فالتحركات المطلبية لتنحي الرئيس لم تلق آذانا دولية صاغية لتنتقد على الأقل، كما يحصل في فنزويلا مثلا ضد الرئيس نيكولاس مادورو.

بوتفليقة البالغ 82 سنة من العمر، مريض منذ إصابته بجلطة في الدماغ عام 2013، ترشح للمرة الخامسة في الإنتخابات المقررة في 18 نيسان المقبل. ومنذ لحظة إعلان ترشحه، قامت الدنيا ولم تقعد في الجزائر! بدأت الإحتجاجات مع المدنيين وانتقلت إلى طلاب الجامعات والأطباء واليوم تحرك الصحافيون والمحامون.

الجسم الإعلامي والمحامون في الشارع! فمن تبقى لـ "بوتفليقة"؟
عشية الجمعة الثالثة على التوالي للتظاهرات التي لم تهدأ منذ 22 شباط الماضي والتي يرتقب أن تكون حاشدة أيضا، تجمع عشرات الصحافيين في ساحة "حرية الصحافة" وهم يرددون "سلطة رابعة وليست تابعة"، في إشارة إلى الضغوط التي تتعرض لها مؤسسات إعلامية عقب تغطيتها التظاهرات الرافضة لترشيح بوتفليقة.

"لا للعهدة الخامسة": يردد ألف محام جزائري أمام المجلس الدستوري للمطالبة بعدم قبول ترشيح بوتفليقة، كونه يحكم البلاد منذ عشرين عاما، أي أنهم يرفضون ولاية خامسة في ظل عهد بوتفليقة، ويقول أحد المحامين إن الترشيح مرفوض ينطلق من مبدأ أن ملفه يجب أن يتضمن شهادة طبية تثبت قدرته الصحية على ممارسة مهام رئيس الجمهورية، بينما وضعه لا يسمح بإصدار مثل هذه الشهادة.

وينتظر المحامون أن يصدر المجلس الدستوري قراراته بشأن الموافقة أو عدمها على ملفات المرشحين قبل 14 آذار.
إذا، العين على المجلس الدستوري الجزائري بعد عشرة أيام من دراسة ملف بوتفليقة وخصوصا في شقه الصحي، بالإضافة إلى عشرين مرشحا آخر لم تتمثل رموز المعارضة التي طالبت بإعلان حال شغور منصب الرئيس"المريض والغائب" وتأجيل الإنتخابات على أن يستلم بوتفليقة الكرسي الرئاسي.

أما عبد الغني زعلان مدير حملة بوتفليقة، فاعتبر أن أي تعليق على مداولات المجلس الدستوري يعد محاولة للضغط، وأكد أن الرئيس لا يزال في جنيف منذ 24 شباط الماضي وهو بصدد استكمال فحوصه الطبية، مشيرا إلى أن وضعه الصحي لا يدعو للقلق.
ولكن زعلان لا يخفي معلومات بشأن مدة الفحوص الطبية لبوتفليقة ولا فيما يتعلق بتدهور حالته الصحية، بل يذكّر بأن الرئيس في رسالة ترشحه لم يخف حالته البدنية التي بطبيعة الحال لم تعد كما كانت عليه سابقا، نافيا تدهور وضعه الصحي.
وفي خطوة تودد إلى المعارضة عشية التظاهرات، ذكّر زعلان بالوعود التي رافقت رسالة ترشح الرئيس المنتهية ولايته، بالإصلاح وتغيير النظام.

أمام هذا الواقع الجزائري، يحلو للرئيس بوتفليقة أن يحذر المتظاهرين من "الفتنة" و"الفوضى" ويأخذ الحيطة من اختراق التعبير السلمي من طرف فئات داخلية أو أجنبية، تفاديا لأزمات وويلات.

فهل من فوضى عسكرية تخيّط للجزائر للقول بأن بوتفليقة، وحده، قادر على الإمساك بأمن البلاد؟
إشارة إلى أن المسيرات وأشكال الإحتجاج ممنوعة في العاصمة الجزائر منذ عام 2001، لكن ذلك لم يتوقف، والتظاهرات تكاد تنفذ بشكل يومي وسط العاصمة.