خاص - هذا ما كشفته الفنانة نجوى فؤاد لـ"الكلمة أونلاين"

  • شارك هذا الخبر
Thursday, March 7, 2019

منة محمد

تتميز بصراحة من نوع خاص وعفوية وتلقائية ملفتة.. تعتبر أن الرقص الشرقي بالنسبة لها ليس مهنة نجحت فيها نقلتها لعالم الأضواء والشهرة، ولكنه موهبة وعشق تركت أهلها ومدرستها من أجله لتحقق حلمها فيه، ومع ذلك تبكي حاله هذه الأيام لأنه –على حد قولها- لا يوجد من لديه شغف تجاهه وهو ما ينذر بعواقب ليست حميدة لهذا الفن العريق، وفي الحوار التالي تكشف عن الأغنية التي جعلتها تعتزل الرقص بلا رجعة، وتتحدث عن حلمها الضائع بتأسيس مدرسة للرقص الشرقي، كما تذكر الراقصات الأوكرانيات في حوارها للكلمة أونلاين:

** لمتى سوف يستمر ابتعادك عن الساحة الفنية؟
أنا لست مبتعدة كما يظن الكثيرون، ولكني منذ 17 عاماً تقريباً اعتزلت الرقص لعدة أسباب يأتي في مقدمتها اعتزازي بنفسي، وهنا أذكر حواري مع عبد الحليم حافظ عندما قال لي "أنا لما يبقى عندي 50 سنة عمري ما هغني لايف زي ما حصل مع كارم محمود وغيره، ولكني سوف أقدم كاسيت واحد فقط في العام، بصرف النظر عن مدى تقبل الجمهور له من عدمه ولكنه سوف يكون مبدأي فيما بعد" ولكن القدر لم يمهل العندليب الأسمر الذي وافته المنية مبكراً، وكلمته هذه ظلت ترن في أذني وكنت مقتنعة أني لن أظل أعمل حتى أسمع كلمة ليست لطيفة من إحدى جمهوري، ولذلك قررت عام 1998 اعتزال الرقص والاحتفاظ بالمكانة التي وصلت إليها.

** وهل قرار الاعتزال جاء فجأة؟
قرار الاعتزال كانت له قصة، فأثناء رقصي على مسرح فندق سميراميس على أغنية قمر 14، وهي أغنية مهمة في التاريخ، فوجئت بأحد الحاضرين يقول لي "عوزينك ترقصي على أغنية الأساتوك" ووقتها اندهشت جداً لدرجة أني بكيت جداً وأغلقت الستارة بيدي، فكيف يحدث هذا وما الذي حدث للجمهور، الذي شعرت أن طبيعته اختلفت كلياً عن الماضي، فكيف يحدث أن يطلب مني أحد الحضور الرقص على أغنية مماثلة وأنا أؤدي على أغنية أخرى أفضل بكثير وبمشاركة 150 فرد في هذا العمل الاستعراضي، فضلاً عن أنني بدأت ألحظ تغير طبيعة الجمهور حتى في ملابسهم ووقتها شعرت أنه لم يعد هناك تقدير للرقص الشرقي أبداً، وقولت لنفسي "ايه اللي يخليني أقبل الوضع ده، فحتى الفلوس لما أموت مش هاخدها معايا كما أني ليس لي ورثة"، وأنا شخصية أعتز بتاريخي واسمي وفني وحصلت طوال مشواري المهني على أكثر من 500 جائزة وكنت راقصة محترفة ومنتجة محترفة، ودوري في فيلم "خلطة فوزية" حصلت بموجبه على 5 جوائز.

** ولكنك لم تعتزلي الفن تماماً وحرصت على التواجد كممثلة من حين لآخر؟
أنا أحب فني وموهبتي، وقررت اعتزال الرقص في عز مجدي مثلما فعلت تحية كاريوكا عقب فيلم شباب إمرأة، وأقبل أفلاماً أجدها مناسبة لي وتعزز من تاريخي، ولكن ما أنا متأكدة منه أن قرار الاعتزال كان حاسماً جداً وجاء في وقته لأن المستوى أصبح في انحدار مستمر، حتى المنافسين لي أيضاً اعتزلوا الرقص وأبرزهم فيفي عبده ومنى السعيد وسهير زكي، ثم ظهروا الروسيات والأوكرانيات ودينا أيضاً التي أتحفظ كثيراً على بدل الرقص التي ترتديها، ومع الأسف شعرت أنه لم يعد هناك احتراماً للراقصة مثل الماضي.

** هل نستطيع القول أن حتى عملك في التمثيل يكون لمزاجك الشخصي؟
هذا حقيقي، فالمهم هو الدور الذي يناسبني ويكمل مسيرتي الفنية بصرف النظر عن عدد المشاهد، وعندي استعداد أقبل دور بمشهد واحد حتى لو لن أتقاضى عليه أجر ولكن الأهم هو مدى تأثيره في العمل الفني ككل، واضرب لك مثلاً أنني حالياً انتهيت من تصوير دور في فيلم جديد اسمه "بورصة مصر" وهو دور ليس كبيراً ، ويدور حول سيدة اعتزلت الفن ووقعت في غرام شخص جعلها تدمن المخدرات وخسرها كل فلوسها، والفيلم به حوالي 15 ممثلاً كلهم يلتقوا في كوفي شوب في ميدان طلعت حرب وكل منهم لديه مشكلته الخاصة، والعمل من إنتاج علاء مرسي وعدة رجال أعمال سعوديين.

** لماذا تتميز الأعمال المعروضة عليك بقلة العدد؟
هذه هي سنة الحياة، فمن الطبيعي أنه كلما يتقدم الإنسان في العمر تقل الأعمال المعروضة عليه ويظهر أجيال جدد، وأنا لست منزعجة من هذا إطلاقاً، ولكن الشئ الذي قد يزعجني بحق أنه لو عرض عليّ عمل لا يناسب قيمتي، وأذكر هنا الفنان العملاق أنطوني كوين الذي كان آخر عمل له عبارة عن مشهد واحد في فيلم تقاضى عنه 5 مليون دولار، فصناع العمل يدركون بحق قيمة هذا الرجل وكان يهمهم أن يكون اسمه على أفيش الفيلم ودفعوا له هذا المبلغ الضخم، فالقيمة أهم بكثير من المال، ولذلك أنا أدرك هذا الأمر جيداً وجيلي كله كان يعمل من أجل الموهبة وكنا نتقاضى ملاليم مقارنة بأجور النجوم هذه الأيام، فأنا أندهش لما اسمع إن فنان يتقاضى 40 مليون وآخر 20 مليون، وهي أرقام فلكية.

** فيلم "بورصة مصر" من إنتاج خليجي.. لو جئنا للمنتجين المصريين فهل هناك تجاهل لكي من جانبهم؟
ليسوا كلهم، ولكن بعضهم يتجاهلني بالفعل، وأنا لست من الفنانات اللاتي تجيد تكوين العلاقات وأنا لست على قدر كبير من الاجتماعية، فأنا لا أهتم إلا بعملي.

** لماذا أيضاً قلت التكريمات التي يتم ترشيحك لها؟
بالعكس، فأنا لديّ حائط بأكمله تكريمات، وآخر تكريم تلقيته كان عن دوري في فيلم خلطة فوزية منذ 6 سنوات تقريباً، سواء من مصر أو الجزائر، وهو فيلم صرفت عليه إلهام شاهين أموالاً طائلة، وهذا هو عيب قيام الفنان بالتصدي للإنتاج، فأنا قبلها أنتجت 7 أفلام على نفقتي الخاصة منهم ألف بوسة وبوسة وحد السيف وهو والنساء ومكتبة نجوى فؤاد الاستعراضية، وأحب أقولك أنه وقت قيامي بإنتاج هذه الأفلام نصحني بعض الأصدقاء باستثمار هذه الأموال في بناء عقار ولكني رفضت وقولت لهم "لما أموت مش هاخد الفلوس معايا ومحدش هيقول العمارة ديه بتاعة نجوى فؤاد".

** ولماذا أعلنت عن غضبك من الدورة الماضية لمهرجان القاهرة السينمائي؟
المفترض أن هذا المهرجان هو عرس لكل العاملين في صناعة السينما وفي مقدمتهم الفنانين، ولكن أعمله لكي يبقى عرض أزياء فهذا غير مقبول، ولم يكلف القائمون عليه خاطرهم بإرسال دعوة لي أو لمن حملوا على أكتافهم السينما المصرية، فأقل شئ يُدعي للافتتاح من ساهم في بناء هذا المهرجان في بداياته ومن كانوا سبباً في وجوده أصلاً، فهذا المهرجان أشبه بفرح من الطبيعي أن أدعو له كل العائلة، فمع الأسف هذا المهرجان اقتصر على ناس بأعينهم نراهم كل عام.

** وما حكايتك مع تأسيس مهرجان القاهرة؟
قصتي معه أنني شهدت على بداياته أصلاً وقت أن ترأسه كمال الملاخ، فقد أرادوا إقامته في الفندق الذي أعمل به وقتها، وكان من ضمن اللجنة المنظمة كمال الملاخ وايريس نظمي، وكنت وقتها متزوجة من سامي الزغبي والذي حدثته لتوفير غرف للضيوف وعشاء لهم، وبالفعل ساعدهم جداً ووفر لهم طلبهم لمدة أسبوع كامل بالمجان.

** لو عدنا للرقص الشرقي.. ما رأيك فيما يقدم حالياً على الساحة؟
"عد غنماتك يا جحا واحدة قايمة والتانية نايمة"، فلا يوجد من يملأ الساحة بحق، فلا يوجد إلا دينا وصافيناز ومجموعة أخرى من الروسيات والأوكرانيات، وأنا لا أعرف إلا دينا فقط وهي لذيذة وأقول لها أنه يجب عليها أن تحترم الزي المصري في الرقص الشرقي الذي يعتبر أعرق فن في العالم وعمره 7000 سنة.

** وما أكثر واحدة فيهن يعجبك أدائها باستثناء دينا؟
لا أهتم بأي واحدة فيهن هؤلاء الأوكرانيات ولن أنزل من بيتي أبداً لأشاهد أي واحدة فيهن، وهنا أتساءل لماذا لا تظهر براعم مصرية ونؤسس مدرسة للرقص الشرقي أدرب فيها أنا ودينا وفيفي عبده وفريدة فهمي في مختلف أنواع الرقص، ومع الأسف كان حلمي تأسيس هذه المدرسة ولكنه أصبح مجرد حلم يصعب تحقيقه على أرض الواقع، لأن المصريات مثلاً اتجهن للرقص مقابل الأموال، حيث تقدم فيديو كليب وتتقاضى مقابله مبالغ طائلة، ولم يعد أحد يهتم بهذا الفن ولا تطويره أبداً.

** ألا يوجد أمل في إنشاء هذه المدرسة؟
يوجد أمل في حالة واحدة وهي تغير العقليات نفسها وطريقة النظر والتفكير في الرقص الشرقي، واذكر لكي هنا أننا شاركت بالتدريب في كوريا وكان لديهم 200 مدرسة مختلفة للرقصة، واندهشت عندما وجدت سيدات يبلغن من العمر 70 عاماً ويأتون ليتعلموا الرقص، واكتشفت أنهم يعتبرونه وسيلة للعلاج والاستشفاء، وبعضهم كانوا أطباء جاءوا لإجراء اختبارات عن مدى ارتباط الرقص الشرقي بعلاج الزهايمر، ومع الأسف الآن لم يعد من يهمهم هذا الفن وكل شغلهم الشاغل "يهزوا هزتين على كام حركة إثارة".

** هل يمكن أن يأتي الوقت الذي ينقرض فيه الرقص الشرقي؟
الوصف الأدق أن العمل الاستعراضي كله مخفي ويظهر على استحياء جداً، وأصبح غير منتشر إطلاقاً، فقلما نجد الآن فيلماً أو مسلسلاً فيه عمل استعراضي، وحتى الفنادق حالياً أصبحت تخلو من النوادي الليلية إلا قليلاً.

** ما أكثر ما تحنين له في تاريخك الفني؟
الرقص طبعاً لأنه معشوقي منذ أن كنت طفلة وتركت أهلي ومدرستي بسببه وتزوجت أحمد فرحات الذي يكبرني ب25 عاماً وهو من ساعدني فعلاً وأوقفني على ارض صلبة وأدخلني احتفالات كبرى مثل أضواء المدينة وليالي التليفزيون وبدأت كبيرة بحق، ولم أتعرض لأي بهدلة في أفراح صغيرة أو نوادي ليلية رخيصة.

** وما أكثر فيلم تتذكرينه حتى وقتنا هذا؟
فيلم "الليلة الموعودة" وهو من إنتاجي وشاركني فيه فريد شوقي وكريمة مختار وسماح أنور، وكذلك فيلم "حد السيف" الذي أعتز به جداً وأيضاً من إنتاجي واحتوى على ثالوث من العمالقة وهم محمود مرسي والمؤلف وحيد حامد والمخرج عاطف سالم.


الكلمة اونلاين