خاص ــ لأنّها رمز العطاء اللامتناهي.. كلّ يوم هو يومُ المرأة العالمي!

  • شارك هذا الخبر
Thursday, March 7, 2019

خاص ــ عبير بركات

الكلمة اونلاين


شكلت المرأة منذ القدم رمزاً للعطاء المتجدد والتضحية.. كيف لا.. وهي والدة الكون الواهبة للحياة، وطفلته الرقيقة التي تسعدها أبسط الكلمات واللفتات، فهي "الأُنثى" بكل ما تحمله هذه الكلمة من دفء وشموخ وقوة .

و لإنّ المرأة لطالما كانت ضلعاً جوهرياً في المجتمع، فهي الأم التي تنجب و تربي، والزوجة التي تساند زوجها وتدفعه نحو الأمام، والعاملة التي تنتج وتُعيل، استحقت أن يكون لها يوماً عالمياً يحتفى فيه بها هو يوم الثامن من آذار .. هذا اليوم الذي جاء برمزيته ليثبت اعتراف العالم أجمع بمكانة المرأة وقيمتها في المجتمع كَـكائن مستقل ومتفرد في إبداعه وطموحه.

لاشكّ أن تخصيص يوماً عالمياً للمرأة لم يأت بسهولة، فلقد ناضلت المرأة مراراً و تكراراً وسط مجتمع ذكوري مستبد حتى حصلت على حقوقها التي لا يزال جزءاً كبيراً منها مسلوباً بالرغم من كل التطور الذي شهده العالم على المستوى الإنساني والفكري.

فَـعلى الرغم من أن المرأة كانت جنباً لجنب مع الرجل فهي من خرجت للعمل أثناء الحرب العالمية فكانت الممرضة والمعلمة ... وهي من قامت بالاحتجاج وسط شوارع نيويورك بوجه الظروف اللإنسانية التي تجبر على العمل بها وحرمانها من حق الاقتراع حاملةً الخبز والورد كرمز للحب وحق المساواة بينها وبين الرجل، وهي من تسلمت اليوم العديد من المناصب الحساسة التي كانت حكراً على الرجال واستطاعت أن تثبت نجاحها وتفوقها على الرجل في الإدارة والرؤية الموضوعية والسرعة في إتخاذ القرارات الصحيحة والبناءة.. إلاّ أن المرأة لا تزال حتى اليوم تعاني من فوقية الرجل عليها في كثير من القوانين و كَـ قانون الأحوال الشخصية الذي يتعاطى مع قضاياها بكثير من العنصرية .

و أخيراً ستبقى المرأة رغم كل الصعوبات الشمس المضيئة التي بدونها سينطفئ نور العالم وجماله، فهي ربيع الحياة بألوانه و فراشاته الحرة.. فليس غريباً أن تكون أعيادها في آذار، آذار الدفء بعد برودة الشتاء، آذار الحياة بعد الموت.

ويبقى الأمل كبيراً أن يكون كل يوم عيداً للمرأة يكرم فيه العالم عطاءاتها وإنجازاتها ويمنحها ما تبقى من حقوقها.. فهي جديرة بكل جميل على هذه الأرض .

Abir Obeid Barakat