خاص- نواب مرتهنون لا يحاربون الفساد!

  • شارك هذا الخبر
Friday, March 1, 2019

خاص- الكلمة أون لاين

عبير بركات

أثبتت التجربة السياسية في لبنان ان وصول نواب مستقلين الى مجلس النواب يدفع باتجاه تصحيح المنظومة الفساد سياسية، اذ ان النائب الذي فاز بِـجهوده من خلال برنامج مدروس وهادف يمتلك الجرأة والثقة في توجيه النقد لمواقع الخلل لأنه حر التفكير والتوجه ويكون متحرراً من كل القيود ، عكس النائب المرتهن لِـطرف سياسي أو ديني.

فِـحين تجد نائبة كَـ "بولا يعقوبيان" تقف شامخةً وسط هذا المجلس النيابي، تتكلم بِـثقة وصراحة وتواجه الفاسدين بلا حرج أو خوف، تُدرك تماماً أن الإنسان الحر وحده القادر على رفع الصوت تعبيراً عن وجع الناس وأوضاعهم، عكس الكثير من النواب الذين يدركون في أعماقهم أن كل ما حولهم فاسد ولكن لا يمكنهم التعبير عن ذلك لأنهم لا يستطيعون الخروج عن خط زعيمهم أو حزبهم !

هذا الواقع يثبت لنا أن من ساهم في وصول لبنان إلى هذه المرحلة هو غياب المسؤولين الأحرار الذين يمتلكون رؤية واضحة وموضوعية للواقع بعيداً عن رؤية أحزابهم الضيقة التي تخدم شريحة بسيطة على حساب ضياع وطن، فَـكثيرة هي الأحزاب التي وعدت بالإصلاح والتغيير الإيجابي عن طريق محاربة الفساد والفاسدين عند وصولها للسلطة.

لاشكّ أن مسؤولين كَـهؤلاء هم عاجزون عن الدفاع عن قناعاتهم، مسؤولين تغيرهم السُلطة والمناصب ويعميهم بريق الجاه عن الأحساس بوجع الناس الذين وضعوا ثقتهم بهم وندموا على هذه الثقة وتمنوا لو أنهم انتخبوا النواب الذين اثبتوا بوقت قصير حسهم العالي بالمسؤولية تجاه قضاياهم والذين لاشكّ أن من انتخبهم سوف يعاود انتخابهم لوفائهم بالوعد.

لكن الغريب أن يبقى السياسيون الذين اثبتت السنوات أن نهجهم الفاسد هو من أوصل لبنان إلى هذا الوضع الصعب وأوصلهم إلى دائرة الاتهام، هؤلاء لا يفكرون أبعد من اللحظة، فهم لم يفكروا يوماً بأن منظومة الفساد التي تحميهم قد تطيح بهم يوماً لغايات ما، وأن أحداً لا يبقى في القمة دائماً، فكل قوي سيأتيه زمن يكون فيه ضعيفاً وبحاجة لمن ينصفه, من هنا ضرورة محاربة الفساد والتأكيد على وجود قانون يحمي الجميع ويخدم الكل وليس الاقوى فقط، وحده القانون العادل القادر على حماية الجميع من كل أشكال الأذى ولكن في بلد يحكمه الأنانيون اصحاب التفكير الآني لا صدى لمثل هذا الكلام .

و لكن الأكيد والحقيقي الذي لا يقبل الجدل ابداً أن لبنان لن يُبنى ويتطور إلاّ بفضل نواب أحرار يمتلكون برنامجاً ونهجاً واضحاً هدفه الأول والأخير بناء لبنان الجميل الذي يعيش فيه أبناؤه بِـكرامة .

وأخيراً لاشكّ أن مجموعة النواب الأحرار هم بقعة الضوء وسط هذا الظلام الدامس الذي يُغطي لبنان، وكل الأمل بأن تتسع دائرة الضوء قريباً أكثر وأكثر لتنير الطريق أمام الشعب اللبنانيّ الذي بات فاقداً للأمل بأن الغد قد يحمل معه إشراقة نور تُنسيه مرارة العتمة .

Abir Obeid Barakat