سيمون أبو فاضل - الاشتراكي يعدد مآخذه.. وخلفيّة خيب أمله من رئيس الحكومة والمستقبل يفنّد ايجابية رئيسه تجاه جنبلاط الذي خرق الطائف

  • شارك هذا الخبر
Sunday, February 17, 2019


لم يخل  خطاب رئيس الحكومة سعد الحريري في الذكرى ال 14 لاستشهاد والده رفيق الحريري، من "غمزه من قناة" رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط لناحية حفاظه على اتفاق الطائف، بعد أن أعرب الزعيم الدرزي عن تمسكه بهذا الاتفاق وتكليفه أعضاء من اللقاء الديمقراطي لسؤال كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والحريري أيضا عن مصير هذا الاتفاق وضرورة احترامه.  في منطق جنبلاط، ان الحريري ذهب بعيدا في مسايرته رئيس تكتل لبنان القوي وزير الخارجية جبران باسيل ابان مرحلة التشكيل على حساب صلاحيات رئاسة الحكومة التي أعطاه اياها اتفاق الطائف. والى ذلك تناسى المسار الخطر الذي مشاه جنبلاط منذ استشهاد رفيق الحريري واتخاذه مواقف تضعه في عين العاصفة كردة فعل على استشهاد الحريري وحرصا منه على أن يكون اتفاق الطائف في موضع التنفيذ السليم بعد معانات طويلة مع الرئيس الأسبق اميل لحود الذي كان بينه وبين الحريري الشهيد سلسلة من المواجات حول الصلاحيات.  ويذهب جنبلاط حسب زواره في الكلام الى حدّ قوله أن الحريري يختزل القوى السياسية في البلد بعلاقته مع باسيل على قاعدة أنه يملك أكبر كتلة وزارية بعد اضافة اليها وزراء رئيس الجمهورية، عدا أنه تنازل أمام اللقاء التشاوري وكذلك أقدم على تعيين وزير المهجرين غسن عطالله دون مراعاة خصوصية العلاقة بين حزب التقدمي الاشتراكي وبين التيار الوطني الحر، التي تشهد مدا وجزرا، كما أن تعيين عطالله أتى بمثابة تحد لجنبلاط، وهو من بلدة بطمة المجاورة لمعقل الزعيم الدرزي.  وايضا ،أنّ الحريري تهاون فيما خصّ تعيين الوزير صالح الغريب كممثلا لرئيس الحزب الديقراطي اللبناني طلال ارسلان في الوقت الذي كان بالامكان الاختيار من هو أقل منه التزاما مع سوريا، سيما أنه رفع اسماء عدّة الى رئيس الجمهورية لاختيار أحدها. لكن الكلام في أوساط كتلة المستقبل ينطلق من أنّ "البادي أظلم" ، أي أنّ جنبلاط هو الذي قفز عن اتفاق الطائف وتجاوز أصوله بزيارته قصر بعبدا وتقديمه الى رئيس الجمهورية لائحة بالاسماء لاختيار وزير درزي وسطي بينهم ويشكل قاسما مشتركا بينه وبين ارسلان، في وقت كان عليه أن يقدّم هذه  الاسماء الى رئيس الحكومة المكلّف المناط به تأليف الحكومة، عملا بما يقول اتفاق الطائف ونتيجة لاستشارات نيابية التي يجريها رئيس الجمهورية.  فالمنقلب على الطائف بحسب الاوساط هو جنبلاط نفسه وليس الحريري الذي تهاون مع رئيس الاشتراكي فاسحا المجال لان يكون له موقفا نهائيا، وهو الذي كان داعما له، ولذلك لم يستقبل ارسلان لاشهر عدّة بعد ايلاء مهمة التأليف اليه.  فكانت عندها الخطوة الجنبلاطية في غير مكانها، بحيث أن الاختيار بات على عاتق رئيس الجمهورثية الذي أودعت لديه الأسماء، فاستعان عندها بوزير من لائحة ارسلان فيما كان بامكان الحريري لو تسلم الأسماء من جنبلاط لربما كان اختار أحدهم. أمّا عن الوزير غسان عطالله فهو أحد طرفي لجنة المتابعة بين التيار الوطني الحرّ والحزب التقدمي الاشتراكي لمعالجة العلاقة بين الطرفين في منطقة الجبل، وأنّ ثمة تعاون قائم برعاية المختارة لتطبيق ذيول أي توترات وذلك برضى جنبلاط نفسه، لذلك لا يمكن أن يرفضه كوزير أو يتحسس منه في حين كان مؤتمن على جانب من السلم الأهلي في المنطقة.  وتلفت الأوساط الى أنّ الكلام الذي سمعه وفد الحزب الاشتراكي ابان زيارته حزب الله بعيد حادثة الجاهلية مرّ عليه دون أيّ ردة فعل تذكر، ولم يعلق عليه أي من موفديه يومها وهو طال في جانب منه الى حدّ ما الرئيس الحريري. وتشير الأوساط الى بأنّ الحريري زار المختارة مرارا حتى بعيد اعلان جنبلاط في أيار 2008 عن مغادرته فريق 14 آذار ورغم ذلك استمرّ الحريري حاضنا له ولدى أوّل استحقاق يتطلّب تضامنا مع رئيس المستقبل عمد جنبلاط الى تأييد الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة ناسفا بذلك حليفه الحريري يومها ومع ذلك لم تتغيّر علاقة رئيس المستقبل برئيس الاشتراكي. أمّا أن يعتبر جنبلاط بأن العلاقات الخليجية وتحديدا السعودية من شأنها أن ترتّب ضغوطات على الحريري فهذا أمر في غير مكانه ودلّت عليه عدّة محطات اضافة الى أن موقع رئاسة الحكومة يتطلّب نوعية تعاون مع قوى سياسية مختلف عن طابع التعاطي بين القوى السياسية فيما بينها، سيما أنّ جنبلاط ذاته طالب الحريري في احدى مقابلاته بتنازلات بهدف تسهيل تسكيل الحكومة، ولذلك لا يمكن التعاطي بمعيارين. ومع كلّ ذلك يبقى الحريري من جانبه صديقا لجنبلاط ومقدرا لكل ما أقدم عليه تجاهه، لكنّ البلاد تتطلب انطلاقة سياسية واقتصادية عبّر عنها الحريري بخطابه الأخير وسيستمر عليها. 

سيمون ابو فاضل