كمال ذبيان- الكنيسة الانجيلية انتخبت جوزف قصاب رئيساً لها
شارك هذا الخبر
Sunday, February 17, 2019
جرت مؤخراً انتخابات في المجمع الاعلى للطائفة الانجيلية في لبنان وسوريا، وفاز برئاسته بالتزكية القس جوزف قصاب وهو من اصل سوري من مدينة حلب، وحصل على الجنسية اللبنانية، ونائب له القس صموئيل حنا مع اخرين شكلوا الهيئة الادارية للمجمع الذي شغل رئاسته على مدى 35 عاماً القس سليم صهيوني الذي عين رئيساً مخزياً. والطائفة الانجيلية التي انشقت عن الكنيسة الام، تضم 16 فرقة، ويعتبر مؤسسوها، ان جذورها التاريخية تعود الى فجر المسيحية حيث اطلق الرسل الاوائل لفظة «انجيلي»، فالبشير متى يطلق عليه لقب «متى الانجيلي» وفق ادبيات وتراث هذه الكنيسة التي تعتبر انها قامت بحركة اصلاحية للعودة للاصول المسيحية في الانجيل. وبدأ انتشار الحركة الانجيلية في لبنان، منذ القرن الثامن عشر، وقد شيد المبشرون بها، الجامعة الاميركية التي كانت تعرف «بالكلية السورية الانجيلية»، في العام 1864، وبعدها مستشفى الجامعة الاميركية، الى بناء عشرات من المدارس والكنائس في لبنان وسوريا وعدد من دول العالم العربي لا سيما في مصر التي اعترفت بالكنيسة الانجيلية عام 1850، كطائفة قائمة بذاتها الى جوار الطائفة الارثوذكسية. والانتخابات الاخيرة للكنيسة الانجيلية التي تعتمد النظام المشيخي، وهو نظام ديموقراطي مستمد من الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، وفق ما يقول مصدر روحي في الكنيسة التي يتكون المجمع المشيخي فيها من عدد من الكنائس المشيخية في منطقة جغرافية محددة، وهو الهيئة التي تلبي مجلس الكنيسة وتعلوه في الدرجة، ويتألف المجمع من الرعاة وسائر القوس في اقليم معين ومن شيخ منتدب عن كل مجلس كنيسة، حيث يعلو السينودوس المجمع مباشرة. ولم يعرف عن الكنيسة الانجيلية الا توجهها الوطني والقومي، ولو ضمت فرقاً فيها ليست في التوجه ذاته كالسبتيين وجزء من المعمدانيين، وهو ما بدأ بعض من هم في هذه الكنيسة يتخوفون من تحول قد يطرأ على الكنيسة وتتجه نحو انقسام سياسي داخلها، كما تحاول اميركا عمله مع الكنيسة الارثوذكسية وتدخلها في شؤونها، من خلال تقسيمها بين واحدة تابعة لبطريركية روسيا، واخرى لاوكرانيا التي تم افتعال ازمتها السياسية، لمحاصرة روسيا وفرض عقوبات عليها، بعد التدخل الروسي العسكري فيها، لحماية وجودها الامني. فنتائج الانتخابات التي اتت بالقس قصاب رئيساً للطائفة الانجيلية، طرحت السؤال داخلها، حول علاقته بالنظام السوري، وهو الذي توقع سقوطه، حيث تصدرت بعض الفرق المتهودة داخل الطائفة، حملة سياسية واعلامية كانت تبشر بانتهاء حكم الرئيس بشار الاسد، حيث أدت الكنيسة المشيخية في اميركا دوراً فاعلاً في تحريك الخط المعادي للنظام السوري، ليقفوا في صف ما سمي «الثورة السورية»، ليتبين فيما بعد ان من يحرك الشارع هم «مجموعات ارهابية»، حيث بدأ التحول بالوقوف الى جانب النظام السوري. ويسعى الرئيس الجديد لمجمع الطائفة الانجيلية، لزيارة سوريا، ولقاء المسؤولين فيها، لا سيما الرئيس الاسد بعد رسائل تودد ارسلها الى النظام، تحت تأثير ودور لفاعليات وطنية داخل الطائفة، بالعودة الى الخط الوطني السليم، الذي سلكته كل الكنائس المسيحية في سوريا، والتي وقفت الى جانب الدولة السورية، وفق المصدر الروحي الانجيلي، الذي يؤكد على انه لا مكان لمن يريد اقصاء الطائفة عن تراثها وتوجهها الوطني، وان بعض الفرق المتهودة حاولت ان تؤثر في تغيير موقف الكنيسة، لكنها لم تنجح، بالرغم من وجود تساؤلات حول دور الرئيس الجديد قصاب، والصلاحيات التي سيمارسها، وهل سيفسح في المجال لامكانات وطاقات ان يكون لها موقعها، ويعطي الفرص للاخرين؟ فالكنيسة الانجيلية لن تسير على خطى ما يحصل في الكنيسة الارثوذكسية وتنقسم سياسياً، بين محورين.