رياض طوق - هل أصبح بشير الجميّل شهيد العائلة؟

  • شارك هذا الخبر
Thursday, February 14, 2019


تعقيباً على السجال في المجلس النيابي خلال مناقشة البيان الوزاري بين النائبين نوّاف الموسوي ونديم الجميل لا بدّ من التوقّف عند بعض النقاط.

أولاً: هل تستدعي حكومة "الوحدة الوطنية" و"الى العمل" السكوت عن الموضوعات السياسية الشائكة، من الاستقواء بالسلاح في الداخل وصولاً الى الحاق لبنان بالمحاور الاقليمية والتي هي في أساس البلاء اللبناني عبر التلطّي وراء شعار مكافحة الفساد؟ هذه اللازمة التي يردّدها غالبية الفاسدين والضالعين في الصفقات والتلزيمات والعمولات واستغلال النفوذ من أعلى الدرج الى أسفله.

ثانياً: استحضار ذاكرة الحرب الأهلية ولغتها ومفرداتها، في سياق مناقشة البيان الوزاري، عبر التعرّض للرئيس بشير الجميل ذي الرمزية القوية في الشارع المسيحي بالقول إن الدبابة الاسرائيلية هي التي حملته الى الرئاسة، ومن المستغرب أيضاً التعرض لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالقول ان بندقية المقاومة هي التي حملته الى قصر بعبدا، مع كل ما يحمله هذا التوصيف من الغاء لدور المجلس النيابي والشرعية الدستورية ومن قفزٍ فوق كلّ التفاهمات والتسويات السياسية. هذا بالاضافة الى الاستعلاء ومنطق الاستقواء.

ثالثاً: في السجال بين سامي ونديم الجميل ونواف الموسوي بدا نديم الجميل وحيداً في الدفاع عن أبيه وكأن "بشير" هو شهيد العائلة وليس شهيد حالة مسيحية ولبنانية يفتخر عددٌ من النواب أنفسهم داخل المجلس النيابي الحالي بأنّهم من مدرسته وبعضهم الآخر يطمح أن يكون بشير الثاني.
فالمراقب لا يستطيع تفسير هذا الصمت المطبق أثناء توجيه الموسوي اهانة مباشرة لبشير الجميل وما يمثّله، بغضّ النظر عن الدفاع عن شرعية انتخاب بشير الجميل أو ميشال عون، وكأن هناك تعميماً على الكتل بعدم مساجلة نواب حزب الله حفاظاً على ما يسمى بالتضامن الوزاري. انه "الحبّ من طرف واحد".

فهل أصبحت الكهرباء والنفايات وزحمة السير أغلى من الانتفاض عند إهانة الكرامات؟

هل أصبحت المقاعد النيابية أو الوزارية أو الرئاسية أهمّ من مواجهة الاستقواء والاعتداء على الذاكرة الوطنية؟

هل هو التسليم النهائي بمنطق "حكم قوي على ضعيف"؟

انه لمشهد محزن أن ينبري النائب نديم الجميل وحيداً من دون باقي الورثة للردّ على النائب نواف الموسوي، وكأن بشير الجميل صار شهيد "عائلته" لا شهيد لبنان الحرّ الموحّد. كما انه من المحزن أيضاً هذا التغييب للسياسة عبر الاستعاضة عنها ببضع تغريدات على "تويتر". فالردّ على إهانة الذاكرة والكرامة يكون بالسياسة وبالشهادة للحقيقة اللبنانيّة هناك، داخل المجلس ووجهاً لوجه.