تفاصيل جديدة عن توزير الحسن

  • شارك هذا الخبر
Sunday, February 10, 2019



كتب صلاح تقي الدين في صحيفة "العرب اللندنية":

بعد تسعة أشهر من "الحمل" غير الطبيعي نتيجة المناكفات التي بدت في بعض الأحيان مصطنعة بين مختلف الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية، ونتيجة لتشبّث وزير الخارجية جبران باسيل وتياره الوطني الحر بورقة "الثلث الضامن" تارة، وتارة بانتقائية للحقائب "الدسمة" وتدخله غير المبرّر في الشؤون الداخلية للمذاهب اللبنانية المختلفة، نجح الرئيس سعد الحريري في "استيلاد" حكومته الموعودة بطريقة طبيعية، لكنها حملت مفاجأة من العيار الثقيل تمثلت بتسمية ريا الحفار الحسن وزيرة للداخلية والبلديات، وهي سابقة تسجل للمرة الأولى في لبنان والعالم العربي.

لقد شكل تعيين الحسن في منصبها مفاجأة للحلفاء قبل الخصوم، فقد أبقى الحريري على ورقة الحسن في جيبه ولم تكن على دراية بهذه الورقة سوى حلقة ضيقة جداً من المقربين، بعد أن كان الحديث عن أنّ الاسم الذي سيرث منصب وزير الداخلية والبلديات “المشاكس” نهاد المشنوق كان يدور تارة حول تولي الوزير السابق للاتصالات جمال الجراح هذا المنصب وتارة عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش.

الحسن المولودة في العام 1967 حائزة على شهادة في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في بيروت وعلى شهادة الماجستير في الاختصاص نفسه من جامعة جورج واشنطن الأميركية، متزوجة من الدكتور جناح الحسن، ولديهما ثلاث بنات، وعملت كمساعدة لوزير المال ومنسقة تنفيذ الشؤون المالية في وزارة المالية أثناء توليها من قبل الرئيس فؤاد السنيورة.

الحسن تتمتع بتجربة مهنية حافلة، فقد خضعت سابقا لاختبار إدارة "جيوب" المواطنين عندما تولت حقيبة المالية، وهي تخضع أمامهم اليوم لاختبار إدارة "أمنهم"، ولعلها ستبقى بالتأكيد تحت "المجهر" بانتظار الاستحقاقات الانتخابية البلدية وربما النيابية التي ستتولى إدارتها

وبين العامين 2000 و2003 اختارها الوزير الراحل باسل فليحان لتكون مستشارته في وزارة الاقتصاد والتجارة، قبل أن يعود الرئيس السنيورة لاختيارها كي تكون مسؤولة عن مجموعة من المشاريع المطروحة في رئاسة مجلس الوزراء، حيث عملت على تطوير برنامج الحكومة الاقتصادي والاجتماعي في مؤتمري باريس 2 و3 والمخصص للمساعدات الدولية للبنان.

وبعد هذه الخبرة التي اكتسبتها، عيّنها الرئيس الحريري في العام 2009 وزيرة للمال في أولى الحكومات التي شكلها أثناء عهد الرئيس ميشال سليمان، وقد حققت نجاحاً لافتاً في إدارتها لهذه الحقيبة السيادية بموجب "المعايير اللبنانية" للحقائب الوزارية.

ونقل عن مصادر رئيس الحكومة أن الحريري قرر تسمية الحسن​ للداخلية "لأنه يريد تمكين المرأة، حيث أنها كفاءة كبيرة، وقد أثبتت ذلك في المالية، ولأنها نظيفة الكف وكادر أساسي في محاربة الفساد والزبائنية، ولأنها ملتزمة بالخط السيادي الوطني والعروبي، كما تمثل الشمال خير تمثيل، وتعرف كيف تختار فريق عملها، وتملك الكفاءة والخبرة اللازمة".

لكن الحسن التي نجحت في التعامل مع الأرقام، قد تجد نفسها أمام صعوبة التعامل مع كل ما يتعلق بمفاصل حياة المواطن اللبناني وخصوصاً الأمنية التي قد تبدأ بحادث بسيط ولا تنتهي بعلمية اغتيال تعرّض البلد بأكمله لهزة لا يمكنه تحملها خصوصاً في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها اقتصادياً، مالياً وسياسياً خصوصاً بعد اضطراره إلى استقبال ما يزيد عن مليون ونصف مليون نازح سوري فروا من بلدهم هرباً من الحرب الأهلية التي يعانون منها منذ العام 2011.

لكن وزير الداخلية السابق المحامي زياد بارود، الذي اعتبر أن الخوف من تعيين الحسن غير منطقي، أشار إلى أن أمام وزيرة الداخلية الجديدة "مهمة صعبة، لكن الحسن قدها وقدود" كما قال.

صلاح تقي الدين