خاص - الكتلة تعود .. من بيتها القديم!

  • شارك هذا الخبر
Saturday, February 9, 2019

خاص - الكلمة أونلاين
أليزابيت أبو سمره


تمر في الجميزة، فيستوقفك في منتصف الشارع بيت قديم، بيت تفوح من رائحة جدرانه قرارات شكلت مصير البلد على مدى سبعين عاما. تدخل من ذاك الباب الحديدي الصدئ لتسير بين أشجار عتيقة حتى تصل إلى باب بيت جلس بين جدرانه رجالات الدولة.

داخل غرف البيت القديم، اجتمع عميد الكتلة الوطنية من إميل إده إلى ريمون إده مع حكام البلد، وتباحثوا بين جدرانه الأزمات التي سادت!

على هذه الجدران الحجرية العتيقة نفسها، وضعت الكتلة الوطنية في حفل عودتها إلى الساحة السياسية مجددا، صفحات من الجرائد طبعت تاريخ لبنان من مواقف مصيرية حتى رحيل ريمون الذي هز الشعب.
كما علقت على الجدران أيضا، شعارات العودة والخطط المنوي تنفيذها لتحقيق شعار: "رجعنا تنرجع لبنان مزدهر، أخضر، عادل".

اليوم، وبعد عدة سنوات على غياب صوت الكتلة الوطنية عن العمل السياسي، يعود الحفيد كارلوس إده لإطلاق عجلة الحزب في الحياة السياسية، رافضا مبدأ التوريث السياسي، ففتح المجال أمام أعضاء آخرين بالترشح والفوز على رأس الحزب.

حزب الكتلة الوطنية حدد عناصر لجنته التنفيذية المؤلفة من تسعة رجال وامرأتين هم: العميد كارلوس إده، سلام يمّوت، فيليب حلو، غيتا الشامي، الأمين العام للكتلة بيار عيسى، النائب السابق روبير فاضل، بشارة مونّس، ناجي أبو خليل، فضل الله داغر، فريدريك خير، وعبد الحليم جبر.

ننتقل إلى غرفة أخرى حيث وضعت الكتلة مبادءها التي تأسست عليها من المواطنة والديمقراطية إلى النزاهة والسيادة ودولة القانون، وأدرجت تحت كل واحدة منها كيفية تحقيقها.

في دردشة لـ "الكلمة أونلاين"، رفع الأمين العام للكتلة الوطنية بيار عيسى الصوت ليقول إن مبادئ الكتلة وتاريخها وأعمالها هي حلم كل لبناني أصيل، وأن نسبة كبيرة من اللبنانيين الحالمين هم كتلويون من دون أن يعلموا بالأمر.
وأضاف عيسى أن الأحزاب الأخرى تتحلى بأكثر من العلل الخمس التي تطرحها الكتلة وهي: الفساد، التبعية، الطائفية السياسية، الزبائنية، والإقطاعية.
"أما الكتلة الوطنية، فتعرضت لعلّة واحدة وهي التوريث السياسي، ولكنها الوحيدة التي تحلت بالجرأة والشجاعة لتعديل ما كان قائما.. وبالتالي متى تُقرر بقية الأحزاب تعديل الطائفية والزبائنية والإرتهان والتبعية للخارج والتوريث السياسي، لكنتُ انضممت إلى أي حزب آخر"، يقول عيسى.
وعند السؤال عن التغيير الذي ينوي حزب الكتلة الوطنية إنجازه، يجيب عيسى بالنفي، ويتابع: إن اليوم، نريد أن نكمّل، لأن تاريخ الحزب يشرّف وممتاز، والدليل أن البلد "خِرِبْ" منذ اللحظة التي انكفأت فيها الكتلة الوطنية عن العمل وتفشّت العلل الخمس.
وختم عيسى أن الأمل الوحيد هو عودة تاريخ الكتلة الوطنية ومبادئها، والهدف من العودة هو استعادة لبنان مزدهر، أخضر، عادل وهي شعار عودة الحزب.

في الصورة الإعلامية، عادت الكتلة الوطنية لتقف إلى جانب بقية الأحزاب اللبنانية .. ولكن هل ستنجح في أن تتميز عنها لتكون شوكة في خاصرة الطامعين الموجودين، وتحجز مكانتها على كرسي معارضة فعلية؟ لننتظر ونرى..