خاص - "مهضومة" من جنبلاط.. ومن خليل "لأ ما بتقطع"!

  • شارك هذا الخبر
Sunday, February 3, 2019

خاص - ياسمين بوذياب

الكلمة أونلاين

لم تمض مدة ٤٨ ساعة على تشكيل الحكومة العتيدة وتعهد وزرائها بالوقوف الى جانب الشعب وحمايته والعمل لمصلحة لبنان وأبنائه، حتى استفاق اللبنانيون يوم أمس السبت على خبر تعرّض قناة "الجديد" لهجوم فجرا، بعد ان أقدم مجهول، عُرفت هويته لاحقا، على رمي قنبلة يدوية على مبنى القناة، ما كاد يتسبب بأضرار جسيمة لولا العناية الالهية التي انقذت مسؤولي الأمن والموظفين في القناة، وكذلك سكان المنطقة والمارّة.

وقبل إجراء التحقيقات لمعرفة هوية الفاعل، توجهت الأنظار فورا نحو الحزب التقدمي الاشتراكي، خصوصا بعد أن سجل مناصروه امتعاضا ومعارضة على مشهد ساخر عُرض ضمن برنامج "قدح وجم" للمخرج شربل خليل، تم خلاله تجسيد شخصية أحد أبناء الجبل المؤيدة لرئيس الحزب وليد جنبلاط، والتي ظهرت بزي "شيخ" من طائفة الموحدين الدروز.

من جهته، المخرج خليل أكد ان الشخصية هزلية ولا تمت للواقع بصلة وبالتالي هي ليست بجديدة، مشددا على أنه لم يقم بإساءة أي رمز ديني، لكن في المقابل، اعتبر انصار التقدمي المشهد تطاولا على الرموز الدينية في الطائفة، فقابلوا "الإساءة بالإساءة"، والتي تُرجمت بممارسات بربرية وتعدٍ على وسيلة إعلامية غالبا ما كانت منبرا لهم ولرؤسائهم لإيصال اصواتهم في مناسبات عديدة.

المضحك في الأمر أن هؤلاء الذين لم يتحمّلوا مشهدا كوميديا ضمن برنامج فكاهي، كانوا قد صفقوا في السابق لزعيمهم يوم نشر عبر تويتر صورة مركّبة له، ظهر فيها بزيّ كاردينال، معايدا اللبنانيين، والمسيحيين خصوصا، بمناسبة عيد الميلاد المجيد، واعتبروا تغريدة جنبلاط دعابة "مهضومة"، رغم أن هذه الدعابة أثارت استفزاز المسيحيين، لكنهم لم يلجأوا لاستعمال القنابل كوسيلة لتحصيل حقوق مرجعيتهم الدينية، علما أن ما قام به جنبلاط بحقهم أقسى وأسوأ من المشهد الكوميدي في "قدح وجم"، لكن يبدو أن "ما يحق للبيك لا يحق لغيره"!

بغضّ النظر عن أسباب وتداعيات هذا الاعتداء، والاستنكارات التي راحت تنهمر كالشتاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وَجَب على السياسيين والوزراء الجدد، خصوصا بعد تسلّم مهامهم رسميا، التحرّك والعمل جديا لوقف هكذا اعتداءات، لا سيما وزير الاعلام جمال الجراح، والذي توكل اليه اليوم مهمة حماية وسائل الاعلام والاعلاميين من كل هذه الممارسات، وبالتالي التعاون مع الاجهزة الامنية والوزارات المعنية بهدف اتخاذ الاجراءات اللازمة بحق المعتدين، دون أن تتدخل أي وساطة سياسية تعفي الظالم وتحاسب المظلوم، علّهم يكونوا درسا لغيرهم ممن يفكر مجرد التفكير اسكات صوت الحق أو الحد من حرية الاعلام، كي يبقى الاعلام رسالة ومنبرا حرا في وجه الفساد والفاسدين.

ياسمين بوذياب
الكلمة اونلاين