خاص - بعد كلام نصرالله.. سباق "ضمني" على الرئاسة؟

  • شارك هذا الخبر
Friday, February 1, 2019

خاص - ياسمين بوذياب
الكلمة أونلاين

اطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخيرة، كانت كالعادة مليئة بالرسائل السياسية الإقليمية والمحلية، قد تكون قرارات متّخذة مسبقا على المدى البعيد، ستظهر نتائجها بوضوح عند الوصول الى الاستحقاق.

نصرالله، وفي سياق حديثه، أثنى على دور وأداء حليفه، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وبالتالي حملت كلماته نوع من "الغزل" برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، والرضى عما يقوم به، خصوصا في ما يتعلق بتصريحات باسيل في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي عُقدت في بيروت مؤخرا، بشأن سوريا وليبيا.

ورغم تشديد نصرالله على ان العلاقة بين حزب الله والوطني الحر لم تتزعزع، وهي قائمة ولا تشوبها شائبة، لمّح كذلك إلى عمق العلاقة التي تربط الحزب بتيار المردة، قائلا إن مكان رئيس "المردة" سليمان فرنجية لم يتغيّر، فهل هذه اشارة الى الاسم الذي سيتبناه الحزب ليتسلم رئاسة البلاد بعد نهاية خدمة العماد عون؟

يقرأ مراقبون في كلام نصرالله "همس" بأن وصول فرنجية الى سدة الرئاسة مضمون، وحظوظه في هذا الشأن ما زالت عالية، رغم كل الجهود التي يقوم بها باسيل في صون العلاقة مع حزب الله وسوريا، لتسهيل عملية الوصول الى القصر الجمهوري في بعبدا، مؤكدين أن مواقف باسيل الاقليمية وعلاقته الجيدة مع القيادة السورية أهدافها "رئاسية"، حيث يضع نفسه في سباق مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

من جهتها، لم تستغرب مصادر المردة كلام نصرالله الايجابي في ما يتعلّق برئيس التيار سليمان فرنجية وحتى كلامه عن الرئيس ميشال عون والوزير جبران باسيل، معتبرة انه ليس بغريب عن نصرالله وقوفه الى جانب حلفائه.
في المقابل، لفتت الى ان لا اشارات ايجابية في كلام نصرالله في ما يخص المعركة الرئاسية سواء بالنسبة لباسيل او حتى فرنجية، مشددة على انه من المبكر الكلام عن هذا الأمر.
هذا واستغربت المصادر انشغال فريق حارب وخاض معارك على مدى 30 سنة للوصول الى سدة الرئاسة، وهو اليوم وكأنه يقوم بالتحضير لرئيس جديد من "قلب البيت" في حين لا يزال عهد عون في بدايته.

مصادر التيار الوطني الحر، كخصمها السياسي تيار المردة، رأت أنه من المبكر الحديث عن المعركة الرئاسية في لبنان، اذ لا يمكن لأحد أن يتوقع الظروف التي قد ترافق العملية الانتخابية. ومن جهته، أكد عضو تكتل "لبنان القوي" النائب سليم عون، في حديث لموقع "الكلمة أونلاين" أن ما قاله نصرالله بشأن علاقة حزب الله والوطني الحر ليس بجديد، وهذا الكلام معروف في قلب التيار، الا أنه من الطبيعي أن يعيده ويؤكده امام الرأي العام، واضعا بذلك حدا لكل من يحاول "الاصطياد بالماء العكر" أو "التشويش" وزعزعة علاقة الحزب والتيار.

وبشأن علاقة باسيل وسوريا، شدد عون على أن موقف "الوطني الحر" الاقليمي جاء نتيجة قناعة التيار بخياراته وليس لمصلحة معينة، في حين أن الفريق الاخر يبني مواقفه و"عينه على الرئاسة"، لافتا الى ان التيار دفع اثمانا مقابل هذه الخيارات، لكنه في المقابل أثبت أنها صائبة وتمكن من النجاح من خلالها، وبالتالي من حقه الطبيعي حصد ثمرة النجاح، لذا ففي هذه الحالة "خوف" الفريق الآخر من "الوطني الحر" مبرر وكذلك اتهاماته وتحريف الأهداف الأساسية في كل ما يقوم به التيار ورئيسه.

وفي الختام أكد عون أن موضوع الرئاسة ليس "عقدة" بالنسبة للتيار، ولكن إذا كان لدى الفرق الأخرى شخص أفضل من الوزير باسيل للرئاسة فـ"أهلا وسهلا".

اذن، ورغم "زعم" الجهتين ان المعركة الرئاسية لا تزال بعيدة ومن المبكر التحضير لها او حتى الكلام عنها من اليوم، الا انها تستعد "ضمنيا" لخوضها وبالتالي تحاول "صون" علاقات قد تسهّل عملية الوصول الى الهدف.

ياسمين بوذياب
الكلمة اونلاين