الحريري: أتطلع لليوم الذي ستترأس فيه سيدة سدة رئاسة الحكومة

  • شارك هذا الخبر
Saturday, January 19, 2019

نص كلمة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في مؤتمر المشرق حول التمكين الاقتصادي للمرأة.

صباح الخير، صباح المرأة اللبنانية، صباح المرأة الاردنية، صباح المرأة العراقية، صباح المرأة المشرقية، وصباح المرأة العربية التي تحقق كل يوم انجازا جديدا وابداعا جديدا ونجاحات جديدة تساهم في تطوير مجتمعاتنا ورقيها.
صباح الخير واهلا وسهلا بكم في السراي الكبير في مؤتمر دول المشرق لتمكين المراة اقتصاديا، وأرحب بشكل خاص بضيوفنا الأعزاء من العراق والاردن ومن مختلف المنظمات والمؤسسات العربية والدولية.

بداية، اتقدم بالشكر من مجموعة البنك الدولي والحكومة الكندية والوكالة السويسرية للتنميةعلى هذه المبادرة المهمة جدا في مضمونها وتوقيتها. مؤتمرنا اليوم ينعقد عشية انعقاد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الرابعة في بيروت، وفي وقت تشهد منطقتنا تحولات كثيرة، حيث نأمل بأن تكون المرحلة المقبلة مرحلة اعادة اعمار ونهوض في كافة دولنا، وبشكل خاص في دول المشرق التي تأثرت بشكل مباشر او غير مباشر بالازمات والصراعات المتتالية.


قناعتي تامة انه لا يمكننا التطلع الى مستقبل دول المشرق والاستعداد للمرحلة المقبلة من دون مشاركة فعلية للمرأة في رسم هذا المستقبل. دراسة حديثة لمجموعة البنك الدولي، تشير الى ان المرأة في مشرقنا تشكل نصف المجتمع، كما تشكل الاكثرية التي تحصل على أعلى مستويات التحصيل العلمي، لكن مشاركتها الفعلية في سوق العمل تبقى ضئيلة على الرغم من كل الجهود المبذولة في هذا الاطار.

ان غياب المرأة في دولنا عن سوق العمل هو غياب لنصف المجتمع، وهذه خسارة أكيدة في الناتج المحلي وفي النمو وفي تجدد الموارد البشرية وتعددها، كما انه خسارة في الإنتاجية والتنافسية انطلاقاً من هذه القناعة، تركزت جهودنا في لبنان في السنوات الماضية على تمكين المرأة وتفعيل دورها في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية،تماشيا مع أهداف الامم المتحدة للتنمية المستدامة.

وقمنا بالعديد من الخطوات في هذا الاطار.فبعد أن ضمنت حكومتنا بيانها الوزاري التزاما بتعزيز دور المرأة في الحياة العامة، لا سيما المواقع القيادية، وتعهدا بتنزيه القوانين من التمييز ضد المرأة، جرى تكليف وزير دولة لشؤون المراة والهيئة الوطنية لشؤون المرأة ، العمل على تعديل نصوص القوانين وبناء ثقافة المساواة عبرالإعلام والتعليم، وتمكين النساء وبناء قدراتهن الذاتية وهنا اوجه التحية الى الوزير جان اوغسبيان و الى السيدة كلودين عون.
وقد جهدنا لتعيين عدد من النساء في وظائف الفئة الأولى في الإدارات العامة، كما في رئاسةاو عضوية مجالس إدارات المؤسسات العامة، والسلك الدبلوماسي والقوى الأمنية.وأعدت الحكومة عددا من مشاريع القوانين أهمها، ما يرمي إلى معاقبة التحرش الجنسي ومنح الأب إجازة أبوة، وتعديل قانون الضمان الاجتماعي لتأمين المساواة في التقديمات وإجازة الأمومة، واعتماد مبدأ كوتا الثلث في المجالس البلدية.

هذا على الصعيد الوطني، اما على الصعيد الشخصي، فالمعادلة واضحة، وأكثر من نصف فريق العمل في مكتبي من السيدات. وثقتي كاملة بامكاناتهن وأتكل عليهن يومياً في كافة المجالات. وانا اتطلع الى اليوم الذي تتولى فيه سيدة سدة رئاسة مجلس الوزراء في لبنان، لما تملكه المرأة اللبنانية من حكمة وإبداع وفعالية وطاقة وقدرة على المبادرة والتنفيذ.

أيها الحفل الكريم، ان إطلاق مجموعة البنك الدولي اليوم لآلية تمويل تنفيذ السياسات التي تهدف الى تحقيق المساواة بين الجنسين في منطقة المشرق هي مبادرة مهمة جدا تساعدنا جميعا للانتقال من مرحلة رسم السياسات الى مرحلة التنفيذ.
ونحن في لبنان نرحب بهذه الآلية ونثمنها عاليا، واود التقدم بالشكر من الحكومة الكنديةعلى مساهمتها القيمة لدعم وتمويل هذه الآلية، وآمل ان تحذو حذوها دول أخرى.


كما يسعدني أن أعلن عن التزام لبنان ببرنامج عمل وطني يهدف الى تمكين المرأة اللبنانية اقتصاديا، والذي نطمح عبر تنفيذه الى زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل بنسبة لا تقل عن 5 في المئة في السنوات الخمس المقبلة.


أيها الحضور الكريم، ان تمكين المرأة اقتصاديا في دولنا وتفعيل دورها في كل المجالات هو عملية مستدامة تتطلب تعاونا وثيقا بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
ولا اولوية اليوم تعلو على هذه الاولوية، فهذا الموضوع مرتبط مباشرة بمستقبل أولادنا ومستقبل دولنا وبالنهضة التي سنشهدها في السنوات المقبلة باذن الله.


وانا على ثقة ان مستقبل منطقتنا واعد، كما انني على ثقة ان المرأة في دولنا ستكون هي أساس النهضة المقبلة.

في الختام، أشكر كل من شارك في الاعداد لهذا المؤتمر، وارحب بكم مجددا في بيروت التي ستبقى ملتقى للحوار حول القضايا الحيوية وفي مقدمتها قضايا المرأة العربية.