رفعت البدوي - الاستعمار باقٍ فينا

  • شارك هذا الخبر
Saturday, January 19, 2019

البعض يصف القمه الاقتصاديه التنموية في لبنان بانها قمة فاشله والبعض الاخر يصفها بالقمة الباهته وهناك من دعا الى تأجيل او الغاء القمه لكن الحقيقه هي ان انعقاد القمه الاقتصادية في لبنان نجح في تعريه الجامعة العربيه وفي وضع النظام العربي في مواجهة الحقيقة المره بانه نظام فارغ مستزلم وخانع امام تنفيذ الاوامرالامريكية.

لقد وصل الاذلال في هذا النظام العربي الى حد سحب بند اعادة اعمار سوريه من المناقشة والى تعطيل كل ما من شأنه المشاركة الفعلية في قمة تنموية اقتصادية لبلادنا ولشعوبنا العربية والسبب بسيط هو ان هذا النظام العربي لا يجرؤ على المشاركة الفعلية او حتى على بحث اي بند مدرج في القمة هدفه البحث عن سبل التنمية البشرية الاقتصادية لشعوبنا العربيه بدون موافقة مسبقة من الراعي الامريكي.

لبنان نجح نجاحاً باهراً في وضع و توفير كل الامكانت لانعقاد القمة وعلى اعلى مستوى بيد ان امريكا وعرب امريكا ارادوا الاقتصاص من لبنان لان لبنان ارتكب ذنباً شائناً بحق العرب الا وهو الانتصار على العدو الاسرائيلي وذنب لبنان انه استطاع تحريرارضه من الاحتلال الاسرائيلي ولان ذنب لبنان انه انتفض لكرامته وحافظ على هويته العربيه ولان ذنب لبنان يحتضن المقاومة الشريفة ولان لبنان حافظ على علاقته المميزة مع سوريه العروبه.

ولأن النظام العربي يعاني من الاختلال في مناصرة فلسطين بل هو شريك في التآمر على فلسطين ويفتقر الى معنى تحرير الارض العربية من الاحتلال ولان النظام العربي لا يفقه معنى الكرامة فان ما قام به لبنان من انحاز تاريخي مسجلاً انتصاراً صريحاً على العدو الاسرائيلي واحتضن المقاومة الشريفة ووقف بوجه تنفيذ اوامر امريكا اتهموه بانه ارتكب الذنب الذي لا يغتفر.

لبنان العزيز الكريم الحر يعاقب بمشاركة باهتة في القمة ولن يطول بنا الامر حتى نكتشف مدى هشاشة هذا النظام العربي الفارغ، فالغد القريب سيشهد على انعقاد قمة في وارسو دعا اليها سيدهم الامريكي وعنوانها ليس التنميه وليس الاقتصاد لشعوبنا العربيه بل عنوانها وهدفها حشد الجهود للبحث في مواجهة دولة ناصرت فلسطين ودعمت المقاومة اللبنانية الشريفه هي الجمهورية الاسلامية الايرانية ولان السيد المتسيد الامريكي يهدف الى تشريع التطبيع مع العدو الاسرائيلي في تلك القمة لذلك سنشهد بام العين كيف ان كل الرؤساء والملوك والامراء العرب يتسابقون في الهرولة لحجز مقاعدهم والحضور شخصياً بطائراتهم الفارهة للمثول ولتجديد الولاء والطاعة للسيد الامريكي.

ان الحضورالى بلد انتصرعلى فلسطين امرلا يغتفر، اما حضور قمة لمواجهة دولة ناصرت فلسطين ودعمت المقاومة الشريفة امر فيه نظر واطاعة لمن امر.

لبنان الرسمي نجح في تأمين كل السبل الايلة لانجاح عقد القمة كما ان لبنان سجل انتصاراً جديداً في كشف مدى رعونة هذا النظام العربي من خلال تدني التمثيل.

نقول وبضميرعربي خالص ان هذا النظام العربي هو نظام مستعمر ومع هذا النظام فان الاستعمار باق فينا.