القمة الاقتصادية: رؤساء عرب قد يعيدون النظر بالمشاركة؟
شارك هذا الخبر
Friday, January 18, 2019
نقل زوار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عنه استغرابه لمسلسل اعتذارات الملوك والرؤساء والأمراء العرب، بعدما كانوا أكدوا حضورهم القمة العربية الاقتصادية والتنموية بعد غد الأحد.
وقال هؤلاء الزوار لـ«الجمهورية» انّ في هذه الاعتذارات ما يثير القلق، فالوضع الأمني في لبنان ممسوك على رغم بعض الخروقات التي تركت ردّات فعل سلبية، إلا أنها لا تمس بأمن القمة وحماية الشخصيات التي ستشارك فيها.
ونقل الزوار عن رئيس الجمهورية، الذي تتبّع التحضيرات الجارية للقمة، قوله «انّ لبنان قدّم كل ما طلب منه لتكون قمة مميزة».
وإذ أسف عون لما جرى، أكد أنه «على رغم ما حصل فإنّ القمة ستعقد في بيروت بمَن حضر وفي موعدها»، متمنياً «ان تحقق الأهداف التي رسمت لها».
وقال زوار عون لـ«الجمهورية» انّ الأمين العام للجامعة العربية «لم يُخف امام رئيس الجمهورية أسفه الشديد لِما تركه الاعتداء على العلم الليبي من ردّات فعل سلبية»، معتبراً «انه خطأ لا يبرّر بأيّ شكل من الأشكال ونادراً ما حصل ذلك في مثل هذه المناسبات العربية الجامعة، وخصوصاً على مستوى القمة، وربما هو من الأسباب التي أطاحت التحضيرات التي أنجزها لبنان على اكثر من مستوى أمني وتنظيمي وإداري».
ولكن على رغم مسلسل الاعتذارات، فقد توقفت مراجع ديبلوماسية عربية ولبنانية عند إشارة الأمين العام للجامعة العربية الذي تحدث رداً على سؤال عن مستوى التمثيل العربي في القمة وشكل الحضور، لافتاً الى «انّ شكل الحضور لم نتبيّنه بعد وهو لم يُحسم بعد». داعياً الى ان «ننتظر لنعرف كيف سيكون الحضور».
وكشفت هذه المراجع لـ«الجمهورية» ان «هناك ما يعزز الإعتقاد بحصول مفاجآت في أن يغيّر بعض الرؤساء العرب رأيهم ويقرروا المشاركة في القمة في اللحظات الأخيرة لألف سبب وسبب، ولاسيما الجانب الأمني الذي يتحكّم بحركة البعض منهم».
وعلمت «الجمهورية» انّ اسباب تدحرج سلسلة الاعتذارات عن حضور القمة هي التالية:
1 ـ الدول العربية، ولاسيما منها الخليجية، تعتبر لبنان في المحور السوري ـ الايراني
2 ـ المخاوف من التهديدات الامنية التي صدرت الاسبوع الماضي عن عدد من المسؤولين اللبنانيين.
3 ـ الحوادث التي حصلت حيال الدولة الليبية وإنزال عَلمها.
وذكرت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» انه غداة هذه الحادثة حصلت مشاورات بين عدد من الرؤساء والملوك العرب، وتقرّر في ضوئها عدم حضور القمة.
ويُضاف الى هذه الاسباب، معلومات وردت الى الدول العربية الفاعلة ومفادها أنّ لبنان يسعى الى إقناع الجامعة العربية بإعادة سوريا اليها لكي تدعو الدولة اللبنانية النظام السوري الى حضور القمة.
وأمام مجموع هذه الاسباب السياسية والديبلوماسية التي تدفع الى عقد القمة في لبنان بهذا المستوى الهزيل، من الافضل ان يقدم رئيس الجمهورية على إلغائها، على حدّ قول أحد المراقبين الذي أضاف: «إنّ الحكم اللبناني يحصد اليوم ما زَرعه من تحالفات خارج سياق علاقات لبنان التقليدية مع العالم العربي، إلّا أنّ الأمر الغريب هو أنّ العرب يدّفعون الحكم اللبناني ثَمن دعمه «حزب الله» والدفاع عنه في المحافل العربية، في وقت انّ الحزب وحلفاءه يفشّلون انعقاد القمة في لبنان».