خاص - لقاء بكركي.. من أجل ماذا يجتمع الموارنة في عرينهم؟

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, January 16, 2019

خاص - الكلمة اونلاين

اليزابيت ابي سمرا


لا جدول أعمال ، لا بنود متفق عليها ، لا مبادرات مطروحة مسبقا ولا ورقة سيوقِّع عليها مَنْ حضر.. قبل أربع وعشرين ساعة على لقاء بكركي الأربعاء لا شيء محددا بعد.
جُلّ ما في المعلومات أن اجتماع بكركي الأربعاء يتمحور حول "تحسّس" البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لضرورة القيام بخطة وطنية كبرى.
ولكن قبل ذلك، كيف ولدت فكرة لقاء بكركي؟
معلومات "الكلمة أونلاين" تشير إلى أن رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل أرسل موفدَين إلى بكركي في المرحلة السابقة ، ليطرحا على البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عقـدَ اجتماع للأحزاب المارونية الأربعة بعنوان: "تعويم الوضع الماروني في البلد وعلى رأسها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون". وعندما تطورت فكرة الإجتماع، طـُرح السؤال ندعم العهد ضد مَنْ ؟ وبعد توسُّع الإجتماع ليشمل كل الفرقاء... تبدّل عنوان اللقاء ليتحول إلى لقاء جامع أراد من خلاله البطريرك الماروني بحثَ كل المسائل العالقة في البلد ويخرج عنه بيان مؤيد للمصلحة الوطنية.
من هنا ، برز الإرتياب القواتي الذي عبر عنه عضو كتلة الجمهورية القوية النائب فادي سعد أن القوات اللبنانية لن تحضر لقاء بكركي "لتغطية أحد"، فالعالم لا يدور حول الوزير جبران باسيل، والهدف من الإجتماع الخروج بحد أدنى من التفاهم.
زميل سعد في الكتلة ، النائب زياد الحواط اكد للكلمة اونلاين أن اجتماع بكركي ذات طابع وطني سيادي، بما أن البطريركية المارونية لعبت دورا في تركيبة لبنان وكيانه، نافيا أن يكون اللقاء ذات طابع ماروني فقط أو مجرد زيارة مارونية، بل هي زيارة وطنية تنطلق من واجب الموارنة في البلد بالتعاطي مع الشريك الآخر والتفاهم معه سعيا وراء الخروج من الأزمة الحكومية.
الحواط أكد أن البلد لم يعد يحتمل لا انقسامات ولا سياسة عض أصابع ولا مَنْ "يصرخ أقوى"، لأن الشعب اللبناني وحده بمختلف طوائفه ومذاهبه وأحزابه يصرخ! وبالتالي هناك دور أساس من أجل الإسراع في تشكيل حكومة وحض رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لتأليفها بأسرع وقت ممكن.
ينعقد اجتماع لكركي بعد يومين على تهديد الرئيس بري ب 6 شباط جديد سياسي وغير سياسي ما يطرح عنواناً اضافيا على طاولة الصرح حول نية ما بالعودة الى سيناريوهات الماضي ومحاولات لتغيير النظام لجهة الوصول إلى المثالثة ، الا ان حواط شدد الحواط على رفض مثل هذه السيناريوهات مؤكداً تمسك كتلة القوات بالطائف والدستور وتفعيل المؤسسات وبمقررات جامعة الدول العربية ، ورأى أن أي خيار آخر بما فيه الشارع أمر مرفوض.
من جهته، أوضح النائب فريد هيكل الخازن لـ "الكلمة أونلاين" أن الإجتماع يعقد على هذا المستوى للتشاور وتبادل الآراء في كيفية الخروج من الأزمة الوطنية الحالية.
هذه الأزمة المحصورة بعرقلة تشكيل الحكومة تجاوزت الحدود المألوفة التي يعاني منها لبنان في أغلب الأحيان، داخليا كانت أم خارجيا، على حد تعبير الخازن الذي شدد على أن الإجتماع يرسخ، انطلاقا من تفاقم الوضع، قناعة الراعي بواجب البطريركية المارونية في إيجاد حلول للخروج من الأزمة الحالية التي يتحملها المواطن.
ويعتبر الخازن أن الأزمة الحالية لم تعد فقط على المستوى الحكومي، بل تجاوزت حدود الأزمة الحكومية لتلامس أزمة النظام السياسي في لبنان... معطوفة على الأزمة السياسية المستشرية بلا حدود والركود الإقتصادي وتداعياته من إشارات مالية سلبية فضلا عن الأزمة الإجتماعية التي فاقمت حال الفقر.
"البلد بأسره خاضع لعملية الجشع والطمع للسلطة": قالها الخازن بصراحة، وأن البلد معطّل "كرامة وزير بالزائد أو آخر بالناقص"، ويعزُ أن مَنْ يعلم بتاريخ بكركي، يدرك أن المقصود من اجتماع الأربعاء كي لا تبقى في موقع المتفرج.
بشأن المثالثة الشيعية، أجاب الخازن أن المسألة غير مطروحة في اللقاء، مشيرا إلى أن خلاصة الحديث عن المثالثة يتمثل بمشكلة طلب رئيس الجمهورية ميشال عون بالثلث في الحكومة بينما الشيعة يسعون كي لا أحد يحصل على هذا الثلث.
لقاء الأربعاء الذي يتوقع أن يخرج عنه بيان عام يؤيد تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، سيعمد إلى الطلب من القوى المشكِّلة للحكومة، التواضع في عملية التأليف واستدراك الوضع الإقتصادي...

فعليا، إذا كان هذا هو فحوى لقاء الأربعاء الماروني ... فلم تسجِّل إذاً، الطائفة الكريمة أي خطوة إلى الأمام، بل بقيت "محلّك واقف"، ودوران في حلقة مفرغة يلفّها الشعارات الرنّانة والمطالب المحقّة من دون تحرك ملموس.
الكل يجهل جدول أعمال اللقاء، ولكن هل من ورائه خوف مبطّن للبطريرك الماروني من تغيير النظام ولا سيما بعد كلام الرئيس بري عن 6 شباط وإلى أي مدى سيتطرق له اجتماع بكركي؟