خاص - هل ستنجح روسيا في إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم؟

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, January 8, 2019

خاص - عبير بركات

الكلمة اونلاين


شكل النازحون السوريون في لبنان منذ بداية الحرب السورية عبءً ثقيلاً على الدولة اللبنانيّة شعباً وحُكومةً، حيث ساهم النزوح في خلق نوع من الفوضى في الداخل اللبنانيّ كما كان سبباً في تدهور حال الشعب اللبنانيّ من حيث مزاحمة السوريين لهم في فرص العمل التي باتت نادرة هذه الأيام .

و بالرغم من أن الإنسانيّة تفرض أن يتم احتضان هؤلاء النازحين الذين شردتهم الحرب، لكن العدالة تفرض أيضاً أن لا يكون ذلك على حساب أبناء الشعب اللبناني الذين أصبحوا "غرباء" في بلدهم .

هذا الوضع ولّد ضرورة مُلحة لعودة النازحين إلى بلدهم الأم "سوريا"، ولاسيما أن الوضع السوري بدأ يستقر واصبح عدد كبير من المحافظات السورية آمنة، كما أن هناك العديد من المساعي من قبل عدة أطراف تعمل بجهد كبير لتعيد النازحين إلى مدنهم وقراهم السورية، ولعل أبرزها المساعي الروسية التي بدأت تلوح في الأفق ويبدو أنها مساعي جديّة وتحركها جملة من المصالح .

وخلال متابعة التصريحات الديبلوماسية الروسية فإن روسيا تحرص على الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان، فهي ترى انّ قرار بقائها في سوريا لفترة طويلة يتطلب استقراراً داخلياً لبنانياً، وعلى هذا الأساس تعمل اليوم على تعزيز الاستقرار في لبنان لأنّ أي تأزيم لبناني داخلي سينعكس على سوريا وتباعاً على وضعها في ظلّ انتشار الجيش الروسي على الشواطئ السورية.

وتشير المصادر نفسها إلى أن روسيا تعمل على ملف النازحين السوريين الذي تعتبره أساسيّاً بالنسبة لها، لأنّ عودة هؤلاء النازحين إلى بلادهم هي، في نظرها، ليست مرتبطة بالاستقرار في سوريا فحسب بل بالاستقرار في لبنان اب\يضاً، بمعنى أنه إذا لم يكن هناك استقرار في لبنان فلا عودة للنازحين الى سوريا. وهي في طور استكمال المفاوضات والمشاورات الجدية مع المفوضية العليا للاجئين، وقد حققت هذه المفاوضات تقدماً سيُعلن عنه بعد تشكيل الحكومة اللبنانية، وسيتظَهّر علناً بالتحرّك العملي في موضوع العودة.

و بالإضافة إلى المساعي الروسية فإن الحكومة السورية دعت رسمياً عبّر وزارة الخارجية والمغتربين النازحين الذين غادروا البلد إلى العودة إلى وطنهم .
وكانت الحكومة السوريّة قد صرّحت أنها مسؤولة عن مواطنيها وأمنهم وسلامتهم وتأمين احتياجاتهم اليومية من الحياة الكريمة وما يتطلبه ذلك من بنى تحتيه و مدارس ومستشفيات وغيرها.

بظل هذه الظروف والمساعي، هل حقاً سيكون هناك عودة شاملة لكافة النازحين على الأراضي اللبنانيّة، ليس عودة لأعداد بسيطة كـالتي نراها الآن؟

ومتى ستتخد الحكومة اللبنانية خطوات إيجابية بهذا الخصوص من خلال قيامها بالتشاور مع الحكومة السورية ووضع أسس ثابتة وخطة مدروسة بخصوص وضع النازحين يضمن الاستقرار والأمان في كلا البلدين اللذين وحدتهما الطبيعة وفرقتهما التوجهات السياسية التي كان ومازال ضحيتها الشعبان اللبنانيّ والسوريّ .

و أخيراً يبقى السؤال الأكثر أهمية هل ستحقق الحكومة السورية للنازحين العائدين إليها حياة كريمة فعلاً؟

وهل سـتلتفت الحكومة اللبنانيّة بعد مغادرة كافة النازحين السوريين عن أراضيها لقضايا الشعب اللبناني وتجد لها حلولاً جذرية أم أنها سنتنظر مساعي خارجية لانتشال لبنان مما فيه من أزمات باتت على شفير الإنفجار ؟

Abir Obeid Barakat