خاص- هذه حقيقة العلاقة بين الحريري وجنبلاط

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, January 9, 2019

خاص- الكلمة اونلاين


تنقلت العلاقة بين الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بفترات مختلفة ومتأرجحة فاحيانا كانت توصف بالحلف المقدس وحياناً متوترة حيث كان يطلق جنبلاط حملة على من يصفهم بحيتان المال . الا ان الخلاف الاقتصادي كان واضحاً بين مدرستين اقتصاديتين مختلفتين ؛ المدرسة الاشتراكية والمدرسة الحريرية ، اذ كان جنبلاط يقف في وجه أي محاولة يقوم بها الحريري من اجل خصخصة القطاع العام ، ويعتبرها بيع الدولة إلى القطاع الخاص .كما مع الأب كذلك مع الابن فالعلاقة بين الرئيس سعد الحريري وجنبلاط معرضة دائما لاهتزازات ، الثابت الأساسي الذي يتفق عليه الزعيمان وقد يكون الوحيد في المرحلة الراهنة هو النظرة إلى النظام السوري ، واتفاقهما الاستراتيجي على معادات هذا النظام . لكن برأي بعض المتابعين فانهما قد يفترقان في ضوء التطورات الإقليمية ومستقبل العلاقات العربية مع سوريا.

ورغم تأكيد اوساطهما ان العلاقة بين الرجلين متينة وقوية ولا يشوبها اي شائبة، فان الحقيقة هي عكس ذلك... فقصة الخلاف بدأت عندما دخل الحريري في التسوية الرئاسية التي اوصلت العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية بعد سنتين على فراغ رئاسي، حيث اعتبر جنبلاط ان ما فعله الحريري هو خطأ استراتيجي سيدخل لبنان في المجهول , وتوسع الخلاف على خلفية قانون الانتخاب المبني على اساس النسبية , فقد كان زعيم المختارة يعول كثيراَ على صمود "بي السنة " في وجه النسبية حيث كان تيار المستقبل يرفع شعار "النسبية مقابل السلاح"، الا ان هذا الصمود لم يدم طويلا فتبنى الحريري القانون وسقط شعار المستقبل وتُرك "الحليف الاستراتيجي " وحيداً.

اداء رئيس الحكومة المكلف في تشكيل الحكومة اثار حفيظة جنبلاط لاسيما في قضية التسميات ولعبة تعديل الوزارات ، هذا الأداء تناوله جنبلاط على تويتر منتقداً حيناً وساخراً احياناً اخرى، فتشتعل على الاثر اشتباكات تويترية على بين محور المقربين ، يشارك فيها مسؤولون وقياديون من الجانبين.

الرد الجنبلاطي على الحريري جاء من خلال موافقته على مبادرة ايداع رئيس الجمهورية اسماء مرشحيه الخمسة للتوزير كي يختار الرئيس منهم الوزير الدرزي الثالث,,, ان يدخل جنبلاط في تسوية لحل عقدة المقعد الدرزي الثالث من بوابة بعبدا وليس السرايا اثار استياءً وغضباً حريرياً كبيراً.

برأي المصادر السياسية فان جنبلاط ضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد : فقد وجه رسالة قوية الى الحريري من خلال التقرب من رئيس الجمهورية، وسلف الرئيس عون موقفاً بتسهيل موضوع المقعد الدرزي، واخذ في الوقت عينه وعداً من رئيس الجمهورية بتمرير تعيين رئيس للاركان من دون مجلس الوزراء في حال تأخر تشكيل الحكومة.

البرودة بين قصر المختارة وبيت الوسط انعكست على العلاقات الدرزية السنية في اقليم الخروب، فتوقفت الزيارات الاسبوعية والدورية لزعيم الجبل الى الاقليم، وعلقت الزيارات والواجبات واللقاءات المشتركة بين مسؤولي الحزبين في المنطقة، ناهيك عن الأداء الانتخابي في المنطقة.

لكن رغم الخلاف المبطن فقد سجل عاملا تقارب اثنان :

الاول زيارة جنبلاط للرئيس الحريري للوقوف "على خاطره" بعد حملة رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب, وليؤكد ان كل ابناء الطائفة الدرزية لا يؤيدون ما قاله وهاب , لكن التوقيت كان خطأ ،كما يردد جنبلاط ، اذ لم يكن يعلم بالقوة الكبيرة التي كانت متوجهة الى الجاهلية الامر الذي اتى لمصلحة وهاب.

اما العامل الثاني فهو تلبية الرئيس الحريري لطلب جنبلاط بعدم المس بالعقيد في الشرطة القضائية (و م) المتهم بعمليات رشاوى.

اذن هذه هي حقيقة العلاقة الراهنة بين جنبلاط والحريري رغم نفي اوساطهما والمقربين منهما، وقد تمتد الى الحكومة المقبلة اذ ان التنسيق بين وزراء الفريقين سيكون على القطعة ولن يكون هناك اي تسهيل لأي قضية يطرحها اي منهما.