خاص ــ هكذا أخرج الحريري عون.. من أحضان "حزب الله"!

  • شارك هذا الخبر
Thursday, January 3, 2019

خاص- المحرر السياسي

لم تصل مرة العلاقة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري الى حدّ الخلاف القوي بل ثمة تفاهم يحكم الصلة بينهما الى حد أن عون لم يذهب بعيدا في مآخذه على الحريري لدى الغمز من قناته لضرورة تشكيل الحكومة بقدر ما كان حادا في اتجاه كل من القوات اللبنانية واللقاء الديمقراطي.

يعود ذلك الواقع في العلاقة بين الرجلين الى روحية التسوية الرئاسية التي عقدت يومها وخلصت الى انتخاب عون رئيسا وتكليف الحريري برئاسة الحكومة اضافة الى عدة مندرجات تحمل تفاهمات في عدة اتجاهات.

لكن للحريري رهان يبدو قد نجح في تحقيقه بحيث كان يهدف الى خلق حالة التمايز بين عون وحزب الله وكذلك الأمر بين رئيس تكتل لبنان القوي الوزير جبران باسيل وبين حزب الله أي أن رئيس تيار المستقبل تمكن من أن يجعل محور عون- باسيل، أقرب اليه في ما خص تشكيل الحكومة دون امكانية تحديد الواقع اذا ما أخرجهما من أحضان حزب الله وفق التوصيف المجازي، وهو ما يترجمه الرئيس المكلف باستمرار وآخرها ما قاله بعد زيارته عون في بعبدا بأنه والرئيس عون متفقان، بعد أن كان اعتكف الحريري عن الكلام ليخرج ما في مكنوناته من كلام بعد زيارته قصر بعبدا، اذ ثابر الحريري على التأكيد الدائم على دور عون كرئيس للبلاد ومحورية موقعه بما طمأن الرئيس بأن له دور اساسي ولا يهدف للانتقاص من صلاحياته بما لا يدفع عون لأي منحى تصاعدي أو توتيري مع الحريري لا سيما على خلفية رأي عون باتفاق الطائف الذي سلخ صلاحيات من رئاسة الجمهورية.

وقد دلّ مسار تشكيل الحكومة والخلافات التي حصلت مؤخرا بين محور عون- باسيل وبين اللقاء التشاوري وحزب الله الذي يقف وراءه بأن الحريري تمكن من جذب عون- باسيل نحوه فيما خص الرؤيا المشتركة لتوزير التشاوري في الحكومة، الا أن الكلام لدى المقربين من حزب الله هو أن العلاقة الاستراتيجية لا تزال قائمة بين الرئيس عون وبين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله فيما خص العناوين الكبيرة لكن التمايز هو فيما خص الحسابات ذات الصلة في تشكيل الحكومة وليس أبعد من ذلك، لأن الأمور اذا كانت في غير منحى لن يقبل بها حزب الله اذا ما لمس تعديلا في الخيار الاستراتيجي لتحالف عون- باسيل رغم أن ثمة تراجعا ضمنيا لدى الحزب لثقته تجاه باسيل لا يعبر عنها علنا.

لذلك يتابع هؤلاء بأن حزب الله يمارس سياسة النفس الطويل وهو مستمر بدعمه التشاوري لتوزيره في الحكومة وعندها تظهر الحسابات النهائية ومن ربح من بناء رهانات عليها.