آي- قرار ترامب الانسحاب من سوريا قد لا يكون سيئا كما يبدو

  • شارك هذا الخبر
Saturday, December 22, 2018

نشرت صحيفة "آي" مقالا للكاتب المختص بالشؤون العسكرية في العراق وسوريا باتريك كوبيرن اعتبر فيه أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قوات بلده من سوريا يعكس واقعية سياسية وتفهما لما يجري بالفعل في سوريا والشرق الأوسط ككل.

ويطالب كوبيرن القارئ بعدم الانسياق وراء الانتقادات الحادة التي يلقاها القرار في وسائل الإعلام البريطانية والعالمية، منوها إلى أن هذه الوسائل ما هي إلا وسيلة يحاول الصفوة إقناعه بأفكارهم من خلالها.

ويضيف كوبيرن أن بعض الكتاب يصورون للقارئ أن القرار خاطئ وأنه يمثل استسلاما لكل من تركيا وروسيا وإيران من جانب، وخيانة للأكراد من جانب آخر، أو أنه بمثابة النصر المنتظر لتنظيم الدولة الإسلامية.

ويقول كوبيرن إن "القرار ربما كان أحد هذه الأمور أو كلها معا لكن قبل كل شيء فإن قرار الانسحاب يعترف بما يجري على الأرض بالفعل في سوريا وفي الشرق الأوسط بشكل عام".

ويعتبر كوبيرن أن الإعلام الغربي منساق وراء مجموعة من الأفكار التي تنظر لقرار ترامب من منظور السياسات الاستعمارية القديمة في واشنطن ومجموعة من الأكراد المذعورين في شمال سوريا من تعرضهم لمذابح عرقية على أيدي الأتراك الذين يستعدون للغزو.

ويخلص كوبيرن إلى أن الالتزام الأمريكي في سوريا كان التزاما مفتوحا بلا نهاية ودون هدف حقيقي واضح وسط منطقة ملتهبة وغير مستقرة من العالم، وهو ما كان بمثابة لعبة خاسرة.

ويشير كوبيرن إلى أن الاتهام الموجه لترامب بأنه يهدي انتصارا كبيرا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد غير واقعي، موضحا أن الرجلين بالفعل حققا انتصارا هاما وهو أمر واقع لم يكن ليغير فيه القرار شيئا.

ويواصل كوبيرن قائلا إن الدولة السورية تشهد نفوذا إيرانيا وروسيا بالفعل، لكن مع مرور الوقت واشتداد عود الدولة مرة أخرى سيقل احتياجها لحلفاء خارجيين، كما أن التحالف بين تركيا وروسيا كان على أشده لمواجهة التحالف الأمريكي مع الأكراد، وبالطبع ستقل الحاجة إليه مع سحب القوات الأمريكية، وهو الأمر الذي سيساعد في عودة تركيا إلى الجانب الأمريكي مرة أخرى.