خاص – "عواصف" في قلب اللقاء التشاوري.. و"حزب الله" الآمر الناهي!

  • شارك هذا الخبر
Friday, December 21, 2018

خاص – الكلمة أونلاين

ياسمين بوذياب

"من برّا هلّا هلّا.. ومن جوّا يعلم الله".. هو مثل قديم كان يستعمله أجدادنا عند وصف أمر ظاهره يختلف عن باطنه، ويمكن اليوم الاستعانة بهذا المثل لتوصيف حال أعضاء اللقاء التشاوري الستة الذين يظهرون للعلن بأنهم لقاء وطني موحد، في حين أن الخلافات تتغلغل في ما بينهم وتحديدا في ما يتعلّق باسم الوزير الذي من المفترض أن يمثّلهم بالحكومة، اذ كثرت الاقتراحات والأسماء بينهم وبات كل فرد يريد توزير شخص من كتلته النيابية، رغم أنهم ينفون الأمر ويعتبرون أنهم "كتلة موحدة".

فضيحة "هذه الكتلة الموحدة" ظهرت اليوم بشكل واضح، خصوصا بعد أن راحوا يتبادلون الاتهامات، وتصديقا على ذلك، هو ما صرّحه أحدهم عبر الاعلام حيث اعتبر أن عضو اللقاء التشاوري النائب قاسم هاشم قد خدع زملاءه في اللقاء بطرح اسم جواد عدرا للحكومة، ليعود ويرضخ في النهاية الى الأمر الواقع قائلا: "إذا كان عدرا صاحب الحظ السعيد، فسيكون وزير اللقاء التشاوري".

موقع "الكلمة أونلاين" حاول التواصل مع "سعادة النواب الكرام"، أعضاء اللقاء التشاوري، إلا أنه ومن شدّة الغضب الذي يعتريهم عمد أحدهم على الردّ بطريقة "فجة"، معللا السبب أنه لا يريد التصريح، في حين تهرّب الآخرون من الرد. ولا عجب في ذلك، فبعد الاجتماع "العاصف" الذي عقد أمس والذي استمر لساعة متأخرة من الليل، لم يتمكنوا حتى اليوم من السيطرة على ردات فعلهم العصبية وغير اللائقة.

بعد كل ذلك، يستنتج المتابعون أن حزب الله هو المحرك الأساسي لهؤلاء، ولا يستبعد أن يكون قد استخدمهم كـ"حصان طروادة" بهدف عرقلة تشكيل الحكومة من جهة، وإحداث خرق في البيئة السنية وتحديدا في صفوف "تيار المستقبل" من جهة أخرى، لضرب رئيس التيار المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، الذي كان رافضا منذ البداية توزير شخص من أعضاء اللقاء التشاوري، أو حتى اللقاء بالنواب الستة للعمل على حلحلة العقدة التي تعترض عملية التأليف، ولا شك أن خطط الحزب قد نجحت.

فكما هي الحال دائما، وكما بات جليا اليوم، أن "حزب الله" وحده يدير الأمور في البلد، كما يحلو له وبما يتناسب مع مصالحه الشخصية والسياسية، وهو اليوم وبعد طول انتظار، قد أوصل البلد، ولو عبر "وسطاء" أمنيين وسياسيين، إلى حلحلة كافة العقد للوصول الى ولادة الحكومة العتيدة بعد ساعات، إذ فرض على أعضاء اللقاء التشاوري اسما معينا وعليهم الالتزام به والموافقة عليه برضاهم أو عدمه، إذ "ممنوع الاعتراض على أوامر القيادة".