خاص - عيد الميلاد... مظاهر عظمة أم محبة وخشوع؟

  • شارك هذا الخبر
Thursday, December 20, 2018

خاص - عبير بركات

الكلمة اونلاين

يتجدد موعدنا في كل عام مع عيد الميلاد المجيد الذي يعتبر ثاني أهم الأعياد المسيحية بعد عيد القيامة، ويُمثل هذا العيد تذكار ميلاد يسوع المسيح "عليه السلام" وذلك بدءاً من ليلة 24 ديسمبر ونهار 25 ديسمبر

يترافق هذا العيد باحتفالات دينية وصلوات خاصة بالمناسبة واجتماعات واحتفالات عائلية أبرزها تزيين شجرة العيد في كل منزل وتبادل الهدايا واستقبال بابا نويل وتناول عشاء الميلاد العائلي.

يتساءل الكثيرون ما هو الرابط بين عيد الميلاد تزيين الشجرة؟

تُشير المصادر أن عادة تزيين شجرة عيد الميلاد سابقة للمسيحية، ومرتبطة بالعبادات الوثنية في إكرام وعبادة الشجرة، وكانت منتشرة على وجه الخصوص في ألمانيا؛ ولذلك لم تحبذ الكنيسة في القرون الوسطى الباكرة عادة تزيين الشجرة، وأول ذكر لها في المسيحية يعود لعهد البابا القديس بونيفاس (634 - 709) الذي أرسل بعثة تبشيرية لألمانيا، ومع اعتناق سكان المنطقة للمسيحية، لم تلغ عادة وضع الشجرة في عيد الميلاد، بل حولت رموزها إلى رموز مسيحية، وألغيت منها بعض العادات كوضع فأس وأضيف إليها وضع النجمة رمزًا إلى نجمة بيت لحم التي هدتالمجوس الثلاثة. غير أن انتشارها ظلّ في ألمانيا ولم يصبح عادة اجتماعية مسيحية ومعتمدة في الكنيسة، إلا مع القرن الخامس عشر، حيث انتقلت إلى فرنسا وفيها تم إدخال الزينة إليها بشرائط حمراء وتفاح أحمر وشموع، واعتبرت الشجرة رمزًا لشجرة الحياة المذكورة في سفر التكوين من ناحية ورمزًا للنور ولذلك تمت إضاءتها بالشموع، وبالتالي رمزًا للمسيح وأحد ألقابه في العهد الجديد "نور العالم" تقاليد لاحقة نسبت إضاءة الشجرة إلى مارتن لوثر في القرن السادس عشر، غير أنه وبجميع الأحوال لم تصبح الشجرة حدثًا شائعًا، إلا مع إدخال الملكة شارلوت زوجة الملك جورج الثالث تزيين الشجرة إلى إنكلترا ومنها انتشرت في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وتحولت معها إلى صبغة مميزة لعيد الميلاد منتشرة في جميع أنحاء العالم.

في الواقع أن عيد الميلاد برمزيته العظيمة بات اليوم لدى البعض عيداً يركز على المظاهر ليس إلاّ، مبتعدين عن جوهره الأساسي. فعيد الميلاد عيدٌ للمحبة والسلام، التلاقي، الوحدة والإحساس بالآخر

وليس الهدف منه التسابق في تزيين الشوارع والمنازل ودفع المبالغ الطائلة عليها في وقت هناك الكثير من العائلات عاجزة عن تأمين قُوتها اليومي

عشيّة الميلاد المجيد لنكن أكثر رحمة لنتعلم من السيّد المسيح التضحية في سبيل الغير، فليس هناك شعوراً أعظم من أن نشعر ببعضنا البعض و نساهم في رسم الفرحة في قلب كُل محتاج في هذا البلد الجميل الكبير بأوجاعة

Abir Obeid Barakat