الأب د. نجيب بعقليني- حقوق الإنسان... نضال مستمرّ

  • شارك هذا الخبر
Monday, December 10, 2018

نحيي كلّ سنة "اليوم العالمي لحقوق الإنسان" في العاشر من شهر كانون الأوّل. إنّها مناسبة لإلقاء الضوء على المسيرة الإنسانيّة التي تتضمّن حقوق وواجبات كل إنسان. يحثّنا هذا اليوم وكلّ يوم من السنة، وعلى مرّ السنين على العمل بجدّية من أجل المساواة والقيمة لكلّ شخص، والمحافظة على الكرامة الإنسانيّة، التي تُنتهك في جميع أنحاء العالم، وبخاصة البلدان السائرة نحو النموّ والترقي والسّلام العادل والحقيقيّ. حتى متى سيبقى الإنسان يدافع عن حقوقه؟ ألسنا نتمتّع بذات الكرامة؟ هل سيبقى إنسان هذا العصر يطالب بحقوقه ويدافع عنها ويناصر قضيّته؟ ألا تجمعنا الحقوق وتحمينا؟ بالرغم من الاعتداءات الواسعة والانتهاكات المستمرّة تجاه حقوق الإنسان، لا بدّ من أن يواصل الإنسان السعي من أجل تحقيق حقوقه كاملة: الحقّ في الحياة، والحريّة، والأمان، والمعتقد، والفكر، والتعليم، والتنمية، وتحقيق المصير، والزواج، والعلم، والصحّة، والمسكن، والمأكل، والعناية الطبيّة والرقي الاجتماعيّ وغيرها.
ليجدّد أصحاب النوايا الحسنة، والإرادات القويّة، بشكل خاص أفراد المجتمع المدنيّ، الدفاع عن حقوق الإنسان، بشتى الوسائل والطرائق والأساليب، التي تصبّ في خانة احترام كرامته، والقضاء على التمييز، والجهل والفقر، وتعزيز السّلام والأمن، لا سيّما العدالة والمساواة، وحقّ التعبير والعيش بحريّة.
تدعونا وثيقة الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، إلى المثابرة في تحقيق خطوات علميّة وعمليّة، من خلال التواصل والاتّصال بين الناس، من أجل تدعيم التربية على الأخلاق، والمحافظة على القيم، وتطبيق المبادئ الأساسيّة الصحيحة؛ كما من خلال التعاضد والتضامن، والمناصرة والتوعية، واحترام المواثيق والمعاهدات، والقوانين والأنظمة. بالتأكيد، تُسهم كلّ هذه المنظومة السليمة والصحيحة، في إرساء عالمٍ تسوده العدالة، واحترام كرامة الإنسان. هذا يعزّز اضمحلال الكراهية والعنف، والفساد والأنانيّة، والتعصّب و"الارهاب المشرّع"، وارتكاب الجرائم على أنواعها.
نطالب أصحاب القرار، كلّ فرد من أفراد المجتمعات، على اختلاف نوعه وجنسه، المحافطة على الحياة البشريّة، من خلال تقديم كلّ ما يلزم، لتبقى تلك "الحياة" مصانة، ومعاشة بكرامة وحريّة، وبسلام وأمان، وطمأنينة وفرح. هل هذا ممكن؟ ولِمَ لا؟ لنعمل كلّ يوم بأملٍ ورجاء، غير محبطين ويائسين من "الواقع المُعاش"، الذي ينذر بتراكم الأخطار وتكرارها على الإنسانيّة جمعاء. كلّنا عزيمة وقوّة وإصرار للنهوض بالمجتمع. لنتكاتف معًا من أجل إنسانٍ يحافط على إنسانيّته كما أرادها الخالق. نعم، هذا اليوم هو يوم الإنسانيّة المشتركة.