عبير بركات- متى ستعترف الدولة بمسؤوليتها الكاملة تجاه الاسكان والبطالة وهجرة الشباب؟

  • شارك هذا الخبر
Monday, December 10, 2018

باتت حياة ومستقبل الشباب اللبناني اليوم مرهونة بحلّ جملة من الأزمات الاقتصادية والمالية التي أحدثت شللاً في عصب الحياة في مُختلف المجالات الحياتية والإنمائية، ولا يغيب عن أحد بأن الأزمة الاقتصادية والفساد وسوء الإدارة في كافة مؤسسات الدولة كانت المسؤول الأول عن الأزمة التي طرأت على قطاع الإسكان و دفعت المدير العام للمؤسسة العامة للإسكان المهندس "روني لحود" إلى إصداد قرار بوقف منح قروض للإسكان منذ يوم 9 تموز 2018 .

هذا القرار الذي داس على الكثير من الأحلام لدى عشرات الشباب اللبناني، وأجبرهم على إلغاء حفلات زفافهم لأجل غير مُسمى لأنهم ببساطة عاجزين عن تأمين ثمن شقة متواضعة لتكون سقفاً يأويهم، في واقع كهذا يدوس على أحلام الضعفاء و يميتهم قهراً وذُلاً كل يوم .

يتساءل المرء ما هو البديل أمام الشباب اللبناني؟ الذي بات محاصراً بظروف صعبة جداً تنتظر من يقدم لها حلولاً جذرية ومنصفة للجميع، لعل أبرزها الغلاء المعيشي وارتفاع إجارات الشقق بالإضافة إلى قلًة فرص العمل ولاسيما بعد تفضيل العمالة الأجنبية على اليد العاملة المحليه شديدة الكفاءة، فهل نلوم هذه الكفاءات إن رفعت راية العصيان أو قررت الهجرة من هذا البلد الذي لا يوفر لهم حياة تليق بالإنسان .

وهل يُعقل أنّ تصبح أبسط حقوق الإنسان من سكن وطبابة وتعليم ... مجرد أحلام صعبة المنال أو ربما مستحيلة التحقيق؟
و أين هي الدولة من كُلّ هذه الأزمات التي من المؤكد لم تكن وليدةً للصدفة أو للوضع الراهن، إنما هي نتيجة لتراكمات من الفساد وسوء التخطيط الذي لطالما طالب الحُرصاء على مؤسسات الدولة بوضع حدٍ لها ولكن لم تكن لأصواتهم أذان صاغية .

و يبقى السؤال الأهم، متّى ستعترف الدولة بمسؤوليتها الكاملة عن كل هذه الأزمات وكل هذا التردي في الأحوال وتتحرك بجدّية لتجدّ حلولاً حقيقية لمشكلة الإسكان وغيرها من المشاكل التي شلّت حياتنا دون أن تكون هذه الحلول على حساب قوت وأحلام الشعب اللبناني، الذي كان و مازال ضحية للسياسات السياسية والاقتصادية الخاطئة ؟!!

Abir Obeid Barakat