خاص من دمشق ــ سوريا: أميركا نجمة الميدان... والسياسة؟

  • شارك هذا الخبر
Sunday, December 9, 2018

خاص - الكلمة ونلاين

رواد ضاهر- دمشق

خلال أسبوع، لم تغب أميركا عن الأخبار الرسمية السورية... يوماً يبرز الخبر عن استهداف واشنطن وتحالفها للجيش السوري في البادية، يوماً أخر تتصدر الأخبار استهدافات اميركية للمدنيين في دير الزور... وبين خبر وخبر مزيد من الإنخراط الميداني الأميركي، يترافق مع ضغط سياسي تمارسه واشنطن ليصيب أولاً مسار آستانة!

هذا الدور الأميركي يبدو مرصوداً بتمعن من قبل دمشق... مصدر سوري متابع يعتبر أن "الأميركي يتصرف على أساس عرقلة كل الجهود والمسارات السياسية الرامية الى ايجاد حلول للأزمة"، يرى أن واشنطن منذ البداية لم تكن منخرطة في مسار آستانة، وقررت التدخل سلباً حين بدأ يظهر هذا المسار كبديل لمسار جنيف الذي كان محكوماً بالسكة الأميركية بشكل مباشر.
ويشير المصدر عينه الى أن العرقلة الأميركية تظهر من خلال محاولات تعقيد المشهد أكثر فأكثر، إن سياسياً وإن ميدانياً، متوقفاً في المجال الأخير عند أكثر من نقطة:
أولاً دعم فصائل كردية وعشائر مؤيدة لواشنطن شرق الفرات، ثانياً دور التحالف الذي تتولى واشنطن زعامته في المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية، ليضاف ثالثاً الدور الأميركي المعرقل للتخلص من الارهاب في ادلب بالتكافل والتضامن مع تركيا.
مهمة ثلاثية الفروع اذاً يستعرضها المصدر السوري في الميدان ليؤكد مدى الإنخراط الأميركي، قبل أن يعطفها على المسار السياسي منطلقاً من التصريحات الأميركية المباشرة التي يعتبرها سلبيةً ضد مسار آستانة، متابعاً من ما يسميه التحريض الأميركي للمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في ما يتعلق بتشكيل الهيئة أو اللجنة الدستورية، قبل أن يصل إلى الجولة الراهنة للمبعوث الأميركي على كل من تركيا والاردن.
وحسب المصدر نفسه، ترمي هذه الجولة الأميركية الى "تعزيز التكتيكات الاميركي في ادارة ساحة الصراع في ما يتعلق باطالة امد الصراع وابقاء حالة الاستنزاف وعرقلة الجهود السياسية بمعنى أن يكون هناك تعطيل للمسار السياسي على حساب تظهير خيارات أخرى يسعى الأميركي لفرضها بشروط يتحكم هو بها"، ليخلص الى أن الأميركي يستمر بالعرقلة والتعطيل محركاً ادواته في داخل ساحة الصراع أو على المستوى الإقليمي والدولي.

وفي مقابل هذه الرؤية للأداء الأميركي، يؤكد المصدر أن سوريا غير معنية بما تريده واشنطن، فالجيش السوري مستمر في اداء مهمته بمواجهة الإرهاب ولن يردعه استهداف أميركي من هنا أو من هناك أو تسهيل لتنظيمات ارهابية معينة على جبهات عدة.
ولا يستبعد المصدر أن يبلغ الوضع حد التدخل الأميركي المباشر، تحت حجج واهية بدأت دمشق مع موسكو بكشفها، خصوصاً لجهة المسرحيات الكيميائية التي يتم التحضير لها في الشمال السوري، ما يفتح الباب واسعاً أمام خيارات عسكرية محفوفة بالمخاطر...