بعد دخول الازمة الحكومية شهرها السابع من دون اي أفق للحل ، يحاول الفرنسيون لعب دور ايجابي لتسهيل عملية التشكيل ، وقد تحرك في هذا الإطار الرئيس إيمانويل ماكرون شخصا للدفع في هذا الاتجاه ، وكلف الموفد الرئاسي الخاص جان فرنسوا جيرو الخبير في الملف اللبناني لإطلاق مبادرة تساعد في الخروج من الازمة،
الاليزيه ومعه جيرو يعتبران ان العقدة والحل في الازمة اللبنانية يكمنان في طهران خاصة بعدما فرمل حزب الله عجلة التكليف في الربع الساعة الأخير رافعا راية " توزير سنة ٨ اذار .
الفرنسيون يرون ان تعطيل التشكيل جاء رداً على العقوبات الاميركية على ايران وقرأوا في ذلك "خربطة إيرانية " في لبنان واعادته منصة لتوجيه الرسائل ، فجيرو لعب دورا سابقا من خلال التدخل في ايران إبان الفراغ الرئاسي الذي استمر سنتين من دون ان يوفق نظرا لمعطيات مختلفة، وهو يعول اليوم في الازمة الراهنة على ايران ايضا لتسهيل التشكيل .
وفيما كان الموفد الرئاسي يحزم أمتعته وملفاته طرأت معطيات ومتغيرات عدة ، ابرزها تحرك السترات الصفراء واشتعال الشارع الفرنسي بحركات الاحتجاج حيث تعتقد القيادة الفرنسية ان هذه الحركة لا تقتصر على خلفية داخلية اقتصادية بل تتعداها الى خارج الحدود. الامر الدفع الفرنسيين الى الاهتمام بالازمة الداخلية والإنكفاء عن الشأن اللبناني . في اي حال يبدو ان كل الأقرباء الدولية ملتهين بملفاتهم الخاصة اذن لا بد من تسوية حكومية يتنازل فيها الجميع كي تولد حكومة قبل الأعياد !