كشفت مصادر ديبلوماسية روسية ان مبعوث الرئيس الروسي فلادمير بوتين الى المنطقة ميخائيل بوغدانوف كان ينوي القيام بزيارة الى لبنان قبل الاعياد لكنه عدل عن الزيارة كي لا توضع في خانة التدخل الروسي في تشكيل الحكومة. الحماسة الروسية جاءت بعدما نقل مستشار الرئيس الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان تمني الرئيس الحريري على القيادة الروسية للعب دور ايجابي في عملية تسهيل الحكومة من خلال الضغط على الجانبين السوري والايراني وحلفائهما في الداخل . تضيف المصادر الديبلوماسية ان الازمة المستجدة بين روسيا واوكرانيا غيرت الاهتمامات والاوليات الروسية باتجاه لبنان.
الا ان اكثر من ملف وعائق فرمل الاهتمام الروسي ومبادرة بوغدانوف، اذ ان موسكو ابدت عتباً كبيراً على لبنان بعد رفض الهبة العسكرية الروسية الى الجيش اللبناني الذي تعتبر قيادته ان بندقية الكلاشنكوف لم تعد في الخدمة لذلك فان الجيش ليس بحاجة الى مليوني طلقة من هذا السلاح. السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين لا يخفي في مجالسه الخاصة انه يسمع باستمرار من ادارته تأكيدها على دعم لبنان والوقوف الى جانبه في كل الاستحقاقات وحرصها على تطوير العلاقات الثنائية مذكراً بتعزيز التبادل الثقافي ورفع مستوى الميزان التجاري بين البلدين وصولا الى دعم قيام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وغيرها، لكن رغم ذلك فان القيادة الروسية تلمس رفضا لبنانيا للتعاون العسكري بين البلدين. وبحسب المصادر الديبلوماسية فان موسكو التي لا تمانع استمرار التعاون العسكري بين لبنان وكلا من الولايات المتحدة وفرنسا الا انها مستاءة جداً من رفض الهبة وتضعه في خانة الموقف السياسي الرافض لمبدأ التعاون العسكري وليس في السياق اللوجستي.
الاستياء الروسي لم يقتصر على رفض هبة السلاح انما على كيفية تعاطي لبنان مع المبادرة الروسية لعودة النازحين السوريين الى بلادهم اذ ان هذه المبادرة ستريح لبنان من عبء نحو مليون لاجىء. القيادة الروسية تعتبر بحسب المصادر الديبلوماسية ان لبنان لم يتلقف الخطوة الروسية بجدية ولم يتعاطى معها بشكل مهم وسط تباينات بين الافرقاء السياسيين تحدّ من فاعلية الدور الروسي في هذا الموضوع، رغم اعتبار بعض القيادات اللبنانية ان المبادرة الروسية لم تنطلق بعد بشكلها الصحيح.
